باسم الله
الفاضلة حوراء
لا خلاف بين قلم وسطر ، ولا فكاك فرع ألم عن جذع حزن ، أ وتمرد حرف على دراية خضوع لمتعلق به ، تلاحم فطري ، واتساع الأول يفضي للآخر ببسطة أمل ، وضيق مساحة البوح يجعلنا نلجأ للرمزية ، ولكن مع الاستدراك تقلب الموازين أحيانا ، وتتشح المقاييس بألوان رثاء ، أو شق عصا سوف بحاضر يكون سبيل الاختصار ...... و يبقى الألم نسغ القلم ، يرويه بمداد تمرده بيانات ِ احتساب ٍ على مكيال الزيادة ، فلا هو ينقص الأسى بصواع تقدير ، ولا القوى تثقلها أنات تساقط أوراق بعد هبوب خريف ، وما شوق الانطلاق إلى متسع الرحابة إلا تابع للخلاص .
تضاد وترادف ، أو مقابلات ربما تصل من خلال مبتغاها المشاعر ُ ، و حيث وضعت الأقلام نقاطها ، وانتهى عهد وبدأ قرع أجراس الرحيل ، وعن مجداف الضربة الأولى في عالم السمو ينقل نورس الحنين خبرا على عاجل شاشة النفس مقتضاه بدأت رحلة الميل الأخير .
لم أر بين الكلمات غرابة واقع ، ولا استغرابا عن ماضي حياة ، بل وجدت حقيقة تلهج بالنفس ، وتخطو بالقلب نحو اتزان اليقين على شرع الآتي وعن تحول اقتضاه الحاضر إلى جبهة كانت للعين نبراس حلم ، وبنان الشوق يشير إليه بكل جارحة ....
وضعت رحلة الفكر هنا ، وبدأت من بين الحروف بعد الانطلاق من البسملة إلى مواضع الأنين ، أتحرى القصد ، معتكفا بين السطور ، متلثما حينا بستار الخفية , وأخرى الأحايين أتمرد على اضمحلال العبارات في شرفة يراعي لأجد اليقين ماثلا أمام البصيرة مشرئب البلاغة ، يلبي ذائقة ، ويسكر الفصيح بعمق الألم ، ومع هذا لم أبرح سكينة ، ولم أغادر كلمة إلا بعد ربطها بشك التمرد على الرافعي ، وكأني بالكاتبة ترمز من خلاله إلى واقع تعيشه ، ورجما بالظن أبتعد عن ظواهر المعاني انطلاقا من مبدأ الشك يقود لليقين وليس إيمانا به مطلقا ، ولكنه استقرار لليراع حتى تستقيم دفة توجيهه ـ وهنا ملاحظة ربما تكون إلى المحال أقرب من حبل الظنون ، وربما تكون من عين اليقين مسافة الهدب من جفن التقوى ، فأعصر براحة مخيلتي ناصية توجسي من عبور عوالم مخفية ، ولكن الأدب لا يعترف بسدود ، وهويات أقوام ، لآن نتاج القلم مباح بحسب قوانين العلم ، ولا سواتر أمام رؤية ورؤى إلا ما حرم من دم ، وسفك سر على قارعة التحريم ، ليظل القلم ناقلا بأمانة ما يراود القلب من أسرار بقيت طي الخشية حتى إعلان التمرد على رمز كان .. وأصبح من العقوق أبعد ، احتراما لمن أزاح غشاوة الألم عن عيني تزكية النية بما يكوي الفؤاد من مياسم تسويف ، هنا فقط أدهش أكثر لأن القصد لم يكن إلى الرافعي مساره ، ولا إلى الظاهر من تشكيل جمل بيانه ، ولكن ربما ... أو يقينا لأبعد من هذا كان .
إنها علامات تشخص الواقع ، وتضع النص على طاولة التشريح ، ليكون عمق المأساة بمبضع النقد أشد قسوة من تخمين ظاهري ، ونرى من فتحات تهوية الروح مسارب وصلت إليها يراعة الأديبة لتنشر على أجنحة الحق ما سيكون .........
تحملي هذيان حرفي
وتحية لك
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم