السؤال
كان يهم بمغادرة المنزل عندما لسعه السؤال:
_هل تحبني؟
استدار في مكانه ونظر باتجاهها ، إلا أنها كانت منشغلة بفتح نافذة ما .لم تنظر إليه .كانت صامتة وكأن شخصا غيرها نطق بالسؤال.
احتار في أمره ، فلا هو داخل الباب ولا هو خارجه.كيف تسنى لها أن تختار سؤالا كهذا في لحظة كهذه؟! وأي سؤال هو ؟ وهل مثل هذا السؤال يحتاج جوابا؟ بل ما الدافع وراء هكذا سؤال؟
عاجلته هي بالجواب ، كأنها قرأت كل الأسئلة التي دارت في رأسه :
_ أحبكَ عندما تعلن حبَك .
_ لا ترفع حاجبيك دهشة . قالتها ووجهها باتجاه آخر.إلا أنه توقف عن رفع حاجبيه قبل أن يبدأ وحاول أن ينظر إلى ساعته فعاجلته بنبرة لم يتمكن من تشخيصها :
_ لا تنظر إلى ساعتك ، ودعني أكمل :
_ستقول إنني أعرف مدى حبِكَ لي ، وسأقول نعم أعرف . ولكنها معلومة بائتة مضت عليها أيام .
_ وسأزيدُك : هل أنت متأكدٌ من حبي لك؟ لا، لا تتسرع بالإجابة .
_ ولكنني متأكد من حبِك لي !
_ لا يا سيدي ، لا تضع يديْك في ماء بارد . ثم وهي تواجهه :
_ لا أحبها تلك البرودة التي ستنتقل إلى مشاعرك يوما بعد يوم .
ارتبك الرجل الواقف في الباب ، بينما زاد تحديقها في عينيه :
_ لستُ أمرا مفروغا منه .
_ ولكنني لم أقل إنك..فقاطعته :
_ ما من جيب يتسع لمشاعر امرأة . لذا أنا أرجوك الآن ، لا تحاول أن تركن إلى حب يقبع في جيبك . حبي يترعرع كالنبتة في الضوء أيها الرجل ، فأطلقْه. وكلمة السر تعرفها ، فقلْها : أحبُكِ.
حنان الأغا
دمشق 19/3 /2007