أشكر كل من مر هنا
ثانياً : منهجية سيد قطب في تناوله لقضايا العقيدة من خلال تفسيره في ظلال القرءآن:
سنتناول بإذن الله تعالى بعض آيات العقيدة لنرى ماذا كتب سيد قطب رحمه الله في شرحها:
1. صفة الإستواء : قال تعالى " الرحمن على العرش أستوى" وقال تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
يقول سيد قطب رحمه الله : { والعرش فوقهم يحمله ثمانية، ثمانية أملاك أو ثمانية صفوف منهم، أو ثمانية طبقات من طبقاتهم ، كما لا ندري نحن ما العرش ولا كيف يحمل ، ونخلص من هذه الغيبيات التي لا علم لنا بها ولم يكلفنا الله من علمها إلا ما قص علينا، نخلص من مفردات هذه الغيبيات إلى الظل الجليل الذي تخلعه على الموقف ..} (1)
المناقشة : سيد قطب رحمه الله في قوله هذا لم يجانب قول أهل السنة والجماعة ، ولا قول إمامهم مالك رضي الله عنه عندما سئل عن الاستواء فقال : " الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فسيد قطب لا يشغل عقله في التفكير ما العرش ولا كيف أستوى الله عليه، ولا كيف تحمله الملائكة، ولكنه مع ذلك كله يستشعر عظم الموقف، وشدة يوم الحساب ، وموقف سيد قطب يظهر أيضاً في ثنايا كلامه عن قوله تعالى " الرحمن على العرش أستوي " فهو يقول " والأستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والإستعلاء ..." (2)
وإن كنت أتمنى من الشيخ سيد قطب رحمه الله أن يبين منهج السلف الواضح في الآية أولاً ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدلالات العميقة التي يراها ، ولكنه رحمه الله في هذه الأية وغيرها كثيراً ما كان يقتصر على الإلمام بالدروس المستفادة من المعاني الجليلة لعظمة الخالق (3)
[line]
1. في ظلال القرآن سيد قطب ، الجزء السابع ص 313 المكتبة الشاملة
2. في ظلال القرآن ، سيد قطب الجزء الخامس ص 111 المكتبة الشاملة
3. وليس في ذلك مطعن في عقيدة سيد قطب ، فإن أهل العلم قالوا أن للصفات الإلهية وأسماء الله تعالى أثر على واقع حياة المسلم المتأمل في هذه الأسماء والصفات وهذا ما يقرره سيد قطب رحمه الله