لماذا لا أتخلص منكِ بسرعة ؟، لماذا لا أستطيع طردكِ كما أفعل بدخان السجائر التي تملأ معدتي ،
لماذا كلما تذكرتكِ شعرت أن الأرض توقفت عن الدوران وأن هناك شيءٌ ما يجرحني هنا في مكان مظلم داخل الجهة اليسرى من الصدر؟ أشعر أن تسرّبكِ قد وصل إلى نقطة لا تنفع معها كلّ أنواع الدهان !
فأنتِ تخرجين دائماً مع كلّ أغنيةٍ جميلة وكلّ أمسية حزينة وكل شارعٍ وبنايةٍ بنفسجيّة اللون!،
هل عليّ أن أبيعَ هاتفي كي أتملّص من ألم حذف رقمكِ الذي أتجاوزه بشجونٍ كلما فكرتُ الاتصال بشخصٍ ما؟
أم أنسف ذاكرتي بحزامٍ أسود ليكون العزاء الأخير،عوضاً عن العشاء الأخير!
لماذا لا تتركني صورك وصوتك وهمسك ولمزك وضحكاتك ودموعكِ وحديثك وشكلك وطولكِ وعرضك؟ لماذا ما زلتُ أحتفظ بملايين الذكريات ومليارات أجزاء الذكرياتِ معكِ ؟؟
أخذتِني وأنا لستُ هنا الآن ، لستُ هنا ، بل هناكَ بعيداً في عالمِ عينيكِ أغرق منذ سنتين ، وما زلتُ بين الموتِ والموتِ أعيشكِ...وهناك بين حاجبيكِ قبلة منسيّة في دفاتر الحبّ وكتبِ الألم ،
رائحة الكبريت تملأ الغرفة ورائحتك تملؤني وأحزاني أعواد ثقابٍ مرمية بيد طفلٍ مشاكس!
ألم أكتبْ فيكِ فصلاً أخيراً أيتها المتعلقة بثيابي الرثة ؟ ألم أسدل عليكِ ستاراً أحمراً وقد صفق الجمهور، ألم تأخذي حقوقكِ الأدبية من دموعي؟
لماذا لا ترحلين وتتركي أرضية روحي للريح تعبث بها حيث تشاء؟
لماذا لا استطيع كتم أسراري معكِ وأتركها تدفنُ معي؟
قطاركِ فاتني بعشرينَ محطةٍ وأنا لم أزلْ أحزمُ أمتعتي وأحلم بمقعدٍ قرب النافذة، وعينانٍ تترقب الطريقَ بشوق،
قطاركِ فاتني وليسَ هناكَ أملُ بتذكرةٍ جديدةٍ ولا بموعدٍ آخر،