|
1- أتت البشائر أقبلت مرحى لها |
وأتت لتنشد فرحة موالها |
2- وأتت لتنعش بالهنا أيامها |
زهوا وفخرا جرجرت أذيالها |
3- يا زائرين ديارها عقبى لكم |
من قبل دهر قلتها عُقبى لها |
4- عقبى بخير نورت أعوامها |
بين الأنام وحولت أحوالها |
5- تلك الصفين من الجياد تحَدَّرت |
مهما وصفتُ فما وصفتُ جَمالَها |
6- ولئن مدحتُ خِلالها بقصيدةٍ |
سبعين بيتاً ما عَددتُ خِلالَها |
7- تتزاحم الأفكار ساعة قلتها |
هل سوف يدرك نسجها مثقالَها ؟ |
8- يا درة بين اللآلئ قدرُها |
فاق العقيق فما وجدتُ مِثالَها |
9- ما مثلها أخت لأمٍ أو أبٍ |
أو تِربِها أو جالسين حِيالَها !! |
10- هي وحدها دون الأنام شريدةٌ |
وفريدةٌ كالشمس لا مَثْنى لها |
11- ومليحةُ الوجهِ الصَّبوحُ وزانَها |
دينٌ ففاقت في الظلام هِلالَها ! |
12- حقٌ لها بين الحرائر تَنثَني |
حقٌ لها مهما تزيدُ دلالَها |
13- وإذا تباهت بين أترابٍ لها |
فلها التباهي، لا تقل لي ما لَها |
14- كمليكةٍ تدنو وتصدر أمرَها |
من ذا يردُّ بقوله أقوالهاَ ؟ |
15- يا سعد فارسها يسوس ركابها |
نالَ المنى والسعدَ من قد نالها |
16- لو لم تكن أهل الشهامة والنهى |
يا ابن الكرام لما رأيت خيالَها |
17- أبشرْ فإن الله ألف قلبها |
حتى ملكتَ جَنانها وعِقالَها |
18- وغدت بُعيد الحلم عينَ حقيقةٍ |
وغدوتَ حقاَ حِبَّها وحَلالَها ! |
19- يا رب فارزقها حلالا واكفها |
حتى أراها حققت آمالَها |
20- يا رب وامنحني الحياة لكي أرى |
"أم البنين" مضت تضم عِيالَها |
21- تسعى وتمضي نحوهم لتضمَّهم |
مثل الضياغم لملمت أشبالَها |
22- قم يا عذول ستحرق النار التي |
أوقدتها يمناك فاندبْ حالَها |
23- إن الحسود هلاكه في ناره |
سيموت غيظا إن رمى إشعالها |
24- فرحت لكِ الدنيا وغرد طيرها |
ومضى يشق سهولها وجبالها |
25- وسرى الحبور بشرقها وبغربها |
وصل الهناءُ جنوبَها وشمالَها |
26- والنفس تسألني: البعاد إلى متى؟ |
حتى جننت وما أطقت سؤالها ! |
27- نفسي جموح ما استطعت لجامها |
دهرا تغالبني تزيد جدالَها ! |
28- وتخاف بعد البعد من نسيانها |
وترى المحبة والوفا أولى لَها |
29- يا نفس صبرا قد يطول مقالنا |
لكن وربي ما قطعتُ حبالها! |
30- فإليك رغم البعد عقد قصائدٍ |
لاميةٍ معقودةٍ وأنا لَها |
31- ولقد سألت الله حين نظمتها |
لك عزَّها ونعيمها وكمالَها |
32- ونهلت من نعمِ الحياةِ وشهدِها |
وسُقيتِ عَصْرَا وارتويتِ زُلالها |