|
العيد غدا |
ألـمٌ طــواهُ بـبـردتـيْـهِ العِـيـدُ |
أمْ فـرحـةٌ غـرقـتْ بِعَـبْـرَةِ أُمَّـةٍ |
والقلـبُ ينـزفُ والعـيـونُ تَجُـودُ؟! |
أمْ نغمـةٌ مُلِـئتْ بـألـحـانِ الأَسَـى |
يشـدو بهـا للسـامعـيـنَ نَشِـيـدُ؟! |
أمْ غُصَّـةٌ في القلْبِ يحرقُ جَمْـرُهَـا |
قلـبَ الأُبَــاةِ وحـرُّهَـا مَـوْقُـودُ؟! |
نـارٌ يذوبُ الصـخـرُ تَحْـتَ أُوارِهَـا |
ويـئـنُّ فـوقَ جـحـيمِهَا السُّـفُّـودُ |
تَشكـو الجِبَـالُ الصـمُّ مِنْ أهـوالِهَا |
ويخرُّ تَحْـتَ لهـيـبهِـا الجُـلْـمُـودُ |
أيـامُ دَهْـرٍ صُبْحُـهُـنَّ مَـصـائِـبٌ |
تُـدمِـي الفـؤادَ ولـيلـهنَّ شَـدِيـدُ |
للبؤسِ فِـي الأفـواهِ لـسـعُ مَـرَارةٍ |
وهـي الشـرابُ ووردُنَـا الـمَـوْرودُ |
في كـلِّ ثـانيـةٍ تلـوحُ فجـيـعـةٌ |
بيـنَ الـدروبِ وظـلُّـهَـا مَـمْـدُودُ |
ريـحٌ تهـبُّ وعـاصـفٌ مُسْتَكْـبِـرٌ |
ويـدٌ تـدقُّ وعـصـبـةٌ وجُـنُــودُ |
هـوجـاءُ يسطـو بالربـوعِ زفيرُهَـا |
وتنـوءُ مـنْ عصفِ الريـاحِ البـيـدُ |
فالقـدسُ تعلـو فِي سمـاهَـا نجمـةٌ |
للـظـلـمِّ لايَـرْضــى بـهـا داوودُ |
شَجَـرُ اليهـودِ بِسَـهْـلِهَـا مُتَكَـبِّـرٌ |
وعلـى رُبَـاهَـا يُـقْـرَأُ التّـُلْـمُـودُ |
عـاثـتْ كـلابُ المعتدينَ بِقُـدْسِـنَـا |
والمسـلـمـونَ بِجَـانِـبَيْـهِ شُهُـودُ |
والمسـلمـاتُ وَقَـدْ غَـدَوْنَ بواكـيـاً |
يَعْـدُو عـلـى أعـراضِـهِـنَّ قُـرُودُ |
الطـاهـراتُ أمَـا لَـهُـنَّ مُخَـلِّـصٌ |
البـاكـيـاتُ أَمَـا لَهُـنَّ رَشِــيـدُ؟! |
يـاويـحَ أُمَّـتِنَـا أمَـا بِـكِ غَـيْـرَةٌ |
أمْ أنَّ أفْـئِـدَةَ الــرجــالِ رُقُــودُ |
أينَ الحـمـيـةُ يـا جنـودَ محـمـدٍ |
أيـنَ الهُـدَى والعـزُّ والتوحـيـدُ؟! |
أمْ أنَّ ديـنَ اللـهِ غَـيَّـبَـهُ الأسَـى |
والـحـقَّ بـيـنَ صُـدُورِنَـا مَـوْؤُدُ |
ويـحَ المـلـوكِ الظـالـميـنَ وإنهم |
عـنْ ردِّ كـيدِ المـعـتديـنَ قُـعُـودُ |
لبسوا لبوسَ الفاتحينَ وكلُّهُمْ |
للغاصبين المعدتين عبيدُ |
كـلٌّ إلى سـاحِ الخَـنَـا مُتَـمَـطِّـرٌ |
ومـعَ الخـوالـفِ والنسـاءِ قَـعِـيدُ |
يعـدو إذا نـادَتْـهُ شـهـوةُ فـاجـرٍ |
والخطـوُ فـي رَكْـبِ الرجـالِ وئيـدُ |
أينَ الجحافلُ فـي العروضِ وقَـدْ غَدَتْ |
كـالـراقصـاتِ يَهُـزُّهُنَّ نَشِـيـدُ؟! |
والمرجفـونَ أَمَا سَـمِعْـتَ خـوارَهُمْ |
والأرضُ مِـنْ بَـطْـشِ العُـدَاةِ تَمِيـدُ |
عجبي لخـيلِ اللـهِ كـيفَ تفـرقـتْ |
وتحكـمـتْ بالمسـلمـيـنَ يَـهُـودُ! |
والظلـمُ في كـابـولَ أرسَـى ثِقْـلَـهُ |
ولـهُ عـلـى شـطِّ الفُـرَاتِ بُـنُـودُ |
والـديـنُ أمسـى شِـرْعـةً منبـوذةً |
والعـدلُ مِـنْ جَـوْرِ الطغـاةِ شَـرِيـدُ |
والحـقُّ في سِـجْـنِ الطغـاةِ مُكَـمَّمٌ |
والظلـمُ مِـنْ صَـمْتِ الـرجـالِ يَزِيدُ |
والصدقُ في صُحُفِ الضـلالِ مُـذَمَّـمٌ |
والـزيفُ فـي صُحُفِ الخَنَـا مَحْمُـودُ |
ولنَا مِنَ الطـاغينَ أشـواظُ اللـظَـى |
ولـنَـا شـديـدُ البـأسِ والتهـديـدُ |
أمَّـا العـدو فـمـالــهُ إلاَّ الأَسَـى |
والشَّـجْـبُ والإنْـكَـارُ والتـنـديـدُ |
تبكـي عـيـونُ الخـائنينَ بِحُـرْقَـةٍ |
إنْ مـاتَ قِـرْدٌ أوقَـضَـى عِـرْبـيـدُ |
حتَّـى إذا مـا مـاتَ طفـلٌ مُسْـلِـمٌ |
نَزَحَـتْ وعـينُ الخـائنيـنَ جَـمُـودُ |
يستنكـرونَ إذا المصـانـعُ زُلْـزِلَـتْ |
بَـيَـدِ الأُبَـاةِ وَزُلْـزِلَ الـرِّعْــدِيـدُ |
وديـارُنَـا بـالأمـسِ لـمَّـا دُمِّـرَتْ |
لـمْ يَخْـتَلِـجْ للمـرجـفـيـنَ وَرِيـدُ |
ربَّـاهُ لانشـكـو لـغـيـرِكَ إنّـَنَـا |
جـئْـنَـا إليـكَ وكَـفُّـنَـا مـَمْـدُودُ |
ربَّـاهُ وَعْـدَكَ يـاكــريـمُ فـإنَّـهُ |
فَـرَجُ الكُـرُوبِ ونَصْـرُكَ المـوعـودُ |
فَـبِكَ العـقيـدةُ رَفْـرَفَتْ رايـاتُهَـا |
وَهَـوَتْ مـنــاةُ وودُّ والـنـمـرودُ |
ولكَ الجبـالُ الراسيـاتُ تصـدَّعَـتْ |
وتَحَـطَّـمَـتْ بِكَ ياعظـيـمُ قُـيُـودُ |
سنسـيرُ كالسـيلِ العظـيمِ مُـدَفِّقَـا |
إنَّــا بعـزمِ المسـلمـيـنَ أُسُــودُ |
وسيمطـرُ الألـمُ الرهيبُ صواعقـاً |
يَـرْتَـجُّ تَـحْـتَ دَوِيِّهَـا الصـنديـدُ |
فالدمـعُ يَسْـقِي فـي القلـوبِ حَمِيَّةً |
وَدَمُ الشـهيـدِ لـدربنِـا تـعـبـيـدُ |
ينسـابُ يبعـثُ في الفـؤادِ حـرارةً |
ولأمـتِـي عـنْـدَ الجـهــادِ وَقُـودُ |
فـالفجـرُ يَبْسُـمُ والجِنَـانُ وأرضُنَـا |
إنْ خَـرَّ فـي سـاحِ الفِـدَاءِ شَـهِـيدُ |
وغداً ستشـرقُ في المدائنِ شـمسُنَـا |
والنـورُ بيـنَ الخَـافِـقَـيْـنِ يَسُـودُ |
وغداً سـنصـنـعُ بـالعـزائمِ أُمَّـةً |
والقـدسُ والمجـدُ التـلـيـدُ يـعـودُ |
وغداً يعـودُ إلى الخـلافـةِ مَجْدُهَـا |
وغداً يَـهـلُّ عـلـى الأنـامِ العِـيـدُ |