|
ومشرّدٍ عن شآمِ العزّ هيّجـهُ |
ذكر الشآم ولم يرأف به الخبر |
فالقلب يخفق والعينان زائغـة |
والدمع من بردى يُروى فينهمر |
إن يَغْفُ لم تغفُ أفكارٌ مؤرّقة |
أو يصْحُ عاوده التحنان يستعر |
دار الطفولة حلم في تسهدّه |
والعطر والزهر والبستان والشجر |
وضجيج مدرسة ما زال يسمعه |
والأصدقاء وما قالوا وما هذروا |
حتّى إذا فارق الأحبابَ تصحبُهُ |
دعوات أمّ تعيش العمر تصطبر |
ووصيّة من أب بالدمع يكتبها |
أمسى غريبا مع الأيـام ينتظر |
والموت أسرع من أمل يداعبه |
لم يبق إلا رضاه بما قضى القدر |
فيغالب اليأس والأحزان تغلبه |
ويجدّد العزم والآمـال تندثـر |
ويحرّق الشوق والتشريد يحرقه |
في مذبح الغربة الحمراء لا يذر |
فمضى الشباب ولم يترك له فرحا |
وأتى المشيب مع الأعوام يعتذر |
كم من حبيب قضى في الشام يذكره |
فكأنّما لم يفارق طيفَـه البصـر |
أو من وليـد تمنّـى لو يعانقـه |
بلغ الشباب كما قالت له الصـور |
يا شام يا شام رفقا بالشريد أتى |
بالحبّ والدمع والأشواق يعتمر |
روحي بأرضك لم تبرح تقبّلها |
والقلب أنتِ وأنتِ النبض والوطر |
وتهون في غربتي الدنيا وما حملت |
ورضيت منك الثرى إن ينقضي العمرُ |