لعل من محاسن عصر الانحطاط العربي الحالي والذي بدأ يئن ويرزح تحت وطأة الظلام ,والاحتلال ,والاختلال, وبدأ ينتظر نهاية الزلزال الذي لم يستقر بعد ليعرف كل جدار هش إلى أي الجهات سيهوي ,هو بقاء قبس من نور يبقي الأحلام العربية على قيد الحياة,,بانتظار فجر يومٍ جديد طالما انتظره العرب منذ سقوط آخر معاقل العرب في الأندلس إلى يومنا هذا.
قناة الجزيرة التي تُعتبر القناة الاولى على مستوى العالم باكمله من حيث المتابعة ومن حيث المصداقية ,هذه القناةالتي اتهمت بالعمالة لصالح القوى المعادية للأمة العربية واتهمت بأنها تروج إلى سياسة الانقسامات بين"الولايات المتحدة العربية " وبان ممولها يهودي صهيوني وبأنه قد وضع خطة بعيدة الأمد لفرض وجهة النظر الصهيونية على العقول العربية الناشئة واللعب من تحت الطاولة كما يُقال.
قناة الجزيرة التي أثبتت الأحداث والمصائب المتلاحقة على الأمتين العربية والإسلامية منذ حرب أمريكا على افغانستان ,والتي تكبدت بها هذه القناة خسائر فادحة ,كتعرض مقارها في كابول وغيرها من المناطق للقصف ,مروراً بالاحتلال الانغلو أمريكي على العراق والتي تعرضت خلاله قناة الجزيرة أيضا لخسائر كبيرة كاستشهاد بعض مراسليها وضرب مقارها ومنعها من دخول أكثر الأماكن التي تم حظرها من قبل قوات التحالف المحتل فيما دخلت قنوات أخرى كثيرة لأنها كانت تنقل وجهة النظر الانغلو أمريكية فقط فكسبت هذه القنوات رضا الاحتلال وخسرت الشعوب العربية والعالمية قاطبةً,مروراً بفضح جرائم الصهاينة في غزة وجنين وتعرض مراسليها للضرب والاعتقال والتهديد ,وصولاً إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب اللبناني , وكشفها مدى قبح الوجه الإسرائيلي , بينما نرى بعض القنوات التي تدعي منافسة الجزيرة بأنها تروج للاحتلال في كل مكان وبالعلن.
هناك أدلة كثيرة وكبيرة تثبت أن قناة الجزيرة هي قناة الشارع العربي والإسلامي وربما العالمي ,لأنها القناة الخاصة الوحيدة التي تظهر الرأي والرأي الآخر مع انحياز مطلق لصالح قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضايا المستضعفين في العالم.
ولعل من أهم مايجعل لقناة الجزيرة مصداقية كبرى على الصعيدين العربي والعالمي
-التغطية الضخمة والهائلة لأغلب الأحداث الساخنة وبصورتها الحقيقية ,مع الأخذ بعين الاعتبار دعمها لقضايا العالم الثالث وتغطيتها بشكل مستمر لأحداثه.
-ضرب مقار القناة في أكثر من مكان في العالم وتعرض بعض مراسليها للسجن كتيسير علوني الذي حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات لذنبٍ يعرفه الجميع, وسامي الحاج المعتقل في غونتنامو.
-ولعل الدليل الذي اثبت مصداقية هذه القناة واثبت بان أدعياء الديمقراطية وأعدائها كانوا قد وضعوا خطة لقصف مقر القناة في قطر, فسقطت بذلك آخر ورقة من شجرة الديمقراطية الصناعية التي أوهموا العالم بها,فقناة الجزيرة التي تسلط الضوء على بشاعة الجرائم والمخططات الأمريكية والإسرائيلية ,ساعدت على تغييرولو بعض الشئ من النظرة التي تسود عقلية الجماهير الغربية عن قضايانا المستفحلة ,كقضية فلسطين ,وتغييرنظرة شعوب العالم للحروب التي تقودها أمريكا في الشرق الأوسط ضد الإنسانية,وبكل تأكيد ان قناة الجزيرة ا أصبحت كالصداع النصفي برأس الأمريكان والإسرائيليين ,صداع يعكر عليهم صفوة السكرة التي ينتظرون بعدها شرق أوسط جديد يخرج من رحم كونداليزارايس , باختصار قناةالجزيرةهي اخر ماتبقى من معاقل الاعلام العربي الشجاع والمناصر لقضايانا القديمة و المعاصرة والذي لم يسقط بعد.