اصارحكم 2
لايمكننا الهروب من مصيرنا
هذه الحقيقة تجعلنا نسأل انفسنا ونحن نبحث عن اهدافنا
1\هل ان احداث التاريخ تسير بشكل فوضوي ؟
2\هل لاحداث التاريخ قوانين تضبط مسارها ويتماسك الوجود من خلالها
3\هل لارادتنا وحريتنا في الاختيار دور ما في تغيير احداث التاريخ ؟
وقبل الاجابة اقول طبعا ً نحن لانستطيع العودة بالتاريخ الى الوراء فلن نستطيع الرجوع الى زمن ماقبل احتلال القدس ولا الرجوع الى زمن ماقبل اعدام الرئيس الراحل صدام حسين .
في العام 668 للميلاد اعلن الخليفة معاوية بن ابي سفيان نفسه رئيسا ً لدولتنا الاسلامية وقد صدقناه كولي لامرنا لان الامر تم وكما قال إنما كان "بقضاء الله وقدره"، وبالتالي فالله هو الذي قضى "بسابق علمه" أن يتولى الأمويون الحكم لأنهم أهل له وأكثر الناس خبرة بشؤونه .
ولان المؤرخين سجلوا لنا كل تفاصيل الحدث والبطل فيه حاكمنا على انه تاريخنا الاسلامي ولانهم لم يتطرقوا الى العبرة في ايرادهم الحدث كما هي طريقة القرآن (( لقد كان في قصصهم عبرة .. )) او كما سماها بن خلدون ( الحِكَم القريبة المحجوبة )
وهكذا فالامة لاتزال تجهل العبرة ولاتزال تجهل مديات الحتمية التاريخية وتجهل ان في باطن كل حدث (ميكانزم) يحكم حركة التاريخ الانساني .
فنحن لم نعد نستطيع انقاذ الرئيس الراحل من الاعدام ولكن يمكننا التعرف على ( عبرة ) التاريخ
ونحن يمكننا انقاذ القدس من الاحتلال ايضا َ لو تعرفنا على عبرة وقانون التاريخ.
والعبرة تحتم علينا ان نسأل اسئلة وجودنا بشكلها الواقعي متجنبين الاستعلاء الاجوف على حقائق التاريخ كأن نقول
لماذا حصلت الحروب الاستدعائية فوق ارض بغداد ولم تحصل في رومانيا مثلا ً ؟
لماذا انقلبت الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض؟
يقول المفكر محمد عابد الجابري
)إذا نحن أردنا أن نستخلص الدروس السياسية من أحداث "الفتنة الكبرى"، أحداث السنين الست الأواخر من عهد عثمان وما تلاها من حرب بين صحابة كبار ومناصريهم -علي بن أبي طالب، الزبير بن العوام، طلحة، عائشة زوج النبي، معاوية ومعهم كثير من الصحابة أوائل المسلمين الخ- وجب القول: إن ما حدث كان تعبيرا عن فراغ دستوري كبير في نظام الحكم الذي قام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
اصارحكم
ان الفراغ الدستوري هذا سببه ان شرعية حاكمنا تعبر عن وجهة نظره هو لانظر الشرع
واصارحكم
ان الشرع نفسه لم يحدد سوى عموميات لاصول الحكم وفيه ان العدالة هي الشرط الاكثر اهمية من شروط قبول الحاكم عند محكوميه
واصارحكم
ان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو القائل ( انتم اعلم بشؤون دنياكم ) التحق بربه ولم يحدد لنا آلية اختبارنا لحاكمنا وان الامامة ليست من اصول الدين وانما من المصالح التي تتفاعل فيها عقول اهل الحل والعقد
والقانون وضع للناس وليس العكس.
فهل يمكننا استقراء العبرة في المحافظة على عواصمنا ورؤسائنا من السقوط والاعدام ؟