مكتبة جزيرى في دهوك تقيم معرضها السابع للكتاب .
بتاريخ 2/5/2007 اقامت مكتبة جزيري معرضها السابع للكتاب في مركز اتحاد طلبة كردستان في دهوك.
مكتبة جزيرى تعد من احدى اقدم المكتبات في محافظة دهوك في كردستان العراق ..وكانت تحمل اسم مكتبة النهضة قبل ان تغير اسمها الى جزيرى وجزيرى يعد واحدا من الشعراء والمفكرين الكرد القدماء الذي اغنوا المكتبة الكردية بالكثير من الكتب القيمة.
واثناء زيارتي الثانية اليوم للمعرض التقيت بصاحب المكتبة الحاج احمد ابو اواب حيث وجدت بعض الشكوى في حديثه من قلة القراء وعدم وجود المثقف الذي يعي ماهية اقامة مثل هذه المعارض في مدن صغيرة وحديثة التكوين.
ولقد حاولت من خلال جلوسي وحديثي معه ان اهيئ موضعا عن الكتاب لكن عدلت رأي ووجهت اليه السؤال ان كان يريد ان يتحدث عن الامر، فابدى استعداده واول ما بدأ به حديثه كان:
هل الكتاب اسير يد القارئ والمثقف...أم القارئ والمثقف هما اسير الكتاب..؟
ثم اردف يتسائل مادور الكتاب في فتح افاق الانسان نحو العلوم والابداع والتطور..؟
وتابع اسئلته التي وجدت وكأنها نابعة من عمقه لانها كانت تلامس مني العمق وبصدق.
أ ليست الكتب بتنوعها مفتاحا للتقدم..؟
أ ليست جسرا للعبور الى رحى الحضارة ..؟
أ ليست افضل وسيلة لتهذيب النفس..؟
أ ليست وحدها لاتحتاج الى وقود وكهرباء بل فقط شمعة صغيرة..؟
أ ليس وحده الكتاب من اذا مانام على صدرك وكأن العالم باجمعه ينام عليه..؟
ثم اردف يقول: في كل بلد هناك مدن تشتهر بالمكتبات والعلم والثقافة اذكر منها مدينة الاسكندرية ومكتبتها التي تعود الى سنة ثلاثمائة قبل الميلاد، ومكتبة الرها (نصيبين) ومكتبة جند نيسابور في الاهواز او مكتبة حران في رها نفسها، وفي كردستان تشتهر مدينة السليمانية بالثقافة واربيل بالعلوم والتاريخ العريق وكذلك مدينة جزيرى بتخريج المثقفين والشعراء.
ومكتبتنا في دهوك تحاول ايجاد فسحة لهذه المدينة بين المدن الثقافية الكبرى، لكن دائما نصطدم بحاجز كبير وهو ان ليس لدينا من يهتم بالكتاب ويعيره الاهتمام اللازم، لذا اردد مع نفسي دائما بان هذه المهنة تحتاج الى صبر ايوب، ومال قارون، وعمر نوح، من اجل تحقيق الهدق المنشود والوصول بالمدينة الى رحى الثقافة وركبها، خاصة وان الكومبيوتر والنت اصبحا وسيلة تسلية تجذب السباب اكثر من الكتاب.
تنهد قليلا وما لبث ان عاد يكمل حديثه لماذا المدن التي تشتهر بالتطور التكنولوجي هي نفسها المدن التي تقدر الكتاب اكثر منا...؟
ثم عاد لنفسه وقال عن مكتبته انها تحاول بفتح مثل هذه المعارض تسهيل تداول الكتاب بين يدي القارئ وانا اشهد له بذلك لكوني ابن مدينته وهي بالفعل مكتبة تمتاز بجملة امور قلما نجدها في المكتبات الاخرى فهي شاملة تستوعب جميع الكتب باختلاف مضامينها، ثم انها تقوم بدورها في تقديم الكتب التي تعني باللغة الكردية والعربية والتركية والفارسية أي باغلب اللغات التي تجاورنا وحتى اللاتينية ايضا، ثم انها تقدم كل ما كتب عن تاريخ الشعب الكردي باللغات الاجنبية وبالاخص بلغات دول الجوار من الفارسية والتركية، وهي مكتبة ذات علاقة جيدة باغلب المؤسسات الداخلية والخارجية فلها علاقاتها مع مؤسسات النشر في لبنان وسوريا وايران.
هذه كانت بعض ملامح حديث الحاج احمد ابو اواب معي وقد اردت ان انقلها حرفيا كي انقل معها بعض ملامح ازمة الكتاب في اغلب بقاع الارض، حيث غدا الكتاب غريبا بين اظهرنا.. وانا من خلال اليومين اللذين زرت فيهما المعرض لم الاقي الا القليل من من يبحثون عن قيمة الكتاب.
والسؤال بات محتوما هل انتهى عصر الكتب بدخول النت لبيوتنا ام مازل في العمر من بقية...؟
تحياتي لكم