|
لعمــــري قــدْ تألَّمَ مَنْ يغـــارُ |
ومَنْ يرجـــو بأنْ يُقرى الفخـــارُ |
فينزفُ قلبهُ المكلومُ شــــعراً |
وتصلي غيظَهُ المسعورَ نــــــارُ |
تألَّقَ في بيـــانِ الحالِ وصــفاً |
وقال بمــا تضـــيقُ بِـــهِ القفــــارُ |
ديــــــارٌ كلُّ مَنْ فيهـــــا نيــــــامٌ |
وفقـــهُ النـــومِ للمفتــــي ســــتارُ |
ديــــارٌ ســــاقها الحكَّـــــامُ كرهاً |
لعولمــــةِ الســــفورِ ولمْ يغـاروا |
ويتبعُ خطوهُمْ في صمتِ عجــزٍ |
شـــــــعوبٌ ذلَّهــــا بطـــنٌ وزارُ |
فما اسطاعوا لجحرِ الضبِّ صبراً |
ولا فيــــهِ اســــتقرَّ بهِـــــمْ قرارُ |
وما انَّفكــــوا "لسادتهـــمْ" ظلالٌ |
وما فتئوا يســـــوقهُمُ انبهــــارُ |
فدونَ العفَّــــةِ العــــــذراءَ عُرْيٌ |
ودون قداســــةِ المحــرابِ بـــارُ |
وقـــــدحُ نقيصـــةٍ قد باتَ عيبـــاً |
وقـــولُ الحقِّ تجريــــحٌ وعـــارُ |
وللشـــعرِ الحداثـــةُ صــارَ نهجاً |
وألفــــاظُ "الخواجةِ" تســـــتعارُ |
خلعنــــا ثوبنــــا خجـــلاً وظنَّـــاً |
بـأنَّ الغـــــربَ للعليـــــاءِ جـــارُ |
أخذنــــا منهُـــــمُ مِنْ كُــلِّ شــــرٍّ |
وما رُمنـــا العلــــومَ وما أعاروا |
قشــــورٌ نحتفي فيهـــــا ونلهــــو |
وثغرٌ بالســــرورِ لــــهُ افتـــرارُ |
وأمســـى العيشُ مرتهنـــاً بغربٍ |
كمــــا بالزنــــدِ يرتهنُ الســـوارُ |
تناســــتْ أمَّــــةٌ تاريــــخَ شـعبٍ |
لــــهُ في المجــــدِ قدرٌ واقتـــدارُ |
وهانــــوا بينَ أنفســــهِمْ فهانـــوا |
على الأشـــهادِ واختنقَ الوقــــارُ |
إذا ماتتْ بنــــا همـــمُ المعــــالى |
لعمركَ مَنْ بِــــهِ تُحمى الديــــارُ |
إلهــــي قــــدْ كفرتُ بما أقامـــوا |
من الشــــرعِ الخبيثَ وما أثاروا |
وآمنَ عبـــدكَ الداعي بشــــــرعٍ |
لربِّ العالميــــنَ بِــــهِ ائتمـــــارُ |
ولســـتُ بجـــازعٍ إنْ جنَّ خطبٌ |
ففي ثقتي برحمتــــكَ اعتــــــذارُ |
كتــــابكَ منهجٌ وتقــــاكَ حصــنٌ |
وســـــنَّةُ أحمـــــدٍ للقلــــــبِ دارُ |
ألــــوذُ ببــــابكَ الـــدرِّيِّ أدعـــو |
ومن يدعـــوكَ لا يزري البــوارُ |
فقِ الإســــلامَ ما بقتِ الليــــــالي |
وأبْـــقِ الديــــنَ ما بقي النهـــــارُ |