ها أنت كعود ثقاب تشتعل، و لا مناص من الكتابة ازاء هذا الرماد الذي تلده اللحظة،و هي تهرول في مساراتها..بانتظام،تهرع الى القلم و الورق،تعتصر الخافق فوق المساحة البيضاء،كي تحسّ أخيرا بأنك أمتّ شوكة الأسى و ضمنت للأديم أمانا من الوخز.حين تكتب،فانك لا تعتقد أن ذلك..هروبا،بل أنك تجنّد كل ما تملكه في حرب صغيرة تكون فيها المنتصر...ما دمت تترك لكل ذبحة أو برهة شاهدة تشي برائحتك و فوضاك.
و لأنك أول من تقرأ في جبهتك اشارة استفهام- مشوبة بالحيرة،لأنك عارف كم دمك يرقص في غليانه الاعتيادي!!
و كم قلبك الثرثار ينبض بالأسماء و يقفز في دروب الحلم..لذلك تجدك أحوج الى أن تفك من حول عنقك أنشوطة خلّفت ارثا من الوجع . فتذرف الكلمات على دفاترك،تلك التي تعلن عن عطش أبدي لأنثى لا تبرحك رمشة عين.
ترسم صباحا – أكثر ايغالا في الأسطورة، و عالما جميلا أشبه بقصيدة. شمسا تبث حبها للثرى..نورا لا يضلله الديجور، توقظ أنثاك من الذاكرة ( و هي اليقظة و الألق- تسقيها هدهدة و قبلا و أمان )
الكلمات تلمك من تداعٍ ، و تنثرك بعد وحدة ، ترعى قطيعها ، تدله على المرابع .. تصوغ امرأة فارعة و أجمل عقد و أنثى الكتابة.. عصيّة و حرون، لا تعرف كيف تبدأها كقبلة خائفة ، و ما أمامك الا أن تنيخها و تغني لانحدار سيول أنوثتها ( تغرقك ) لأن أطيار صبيّة الروح تأبى الاشراك ،تغادرك- و تغدرك .. الى غير أوبة ، أنّى ألفتك- تخطط لهطولها على أرض أفخاخك- المنصوبة.
تمد جسورك الى الآخرين ، ثم يأتي من يرسم حولك دوائره الصغيرة ، تجلس في صومعة الحروف صوفيا يتقلد الأغاني ، تصل الجميع و لا تتأخر عن مواعيدك .
أيّ هواء يطيب لك يا رئة سوى الكلام- عارفا دروبه غير عابئ بصوى ؟!
و أيّ اشتعال ترومة أيها الروح سوى أنثاك التي تفتح من أجلك النوافذ في ذلك الحائط- العالي ؟
و لكي تخرج من اسار الأنصال ، و تتفيأ في ظلال حبيبتك الوارفة ، لا ترى مركبة تمتطي متنها غير يراع فيه ما يؤنسك.. و ينوسك ، و أنت " في وحدتك " أكثر الناس حاجة الى ..
القهوة المحرّمة..
البلح المرفوض..
قشر البرتقال اليابس..
بعض من رحيق النعناع..
و زاوية في قبر..
فيه جمجمتين...!