|
يا بندر الخير منك الفضل معدود |
والشعر منك أخي لحن وتغريد |
والحرف يملكنا إذ أنت ساكبه |
كأنه السحر لا خمر وعنقود |
إيهٍ أخي ورفيق النزف بندرنا |
منك القصيد له في القلب توقيد |
يشجي الفؤاد بلحن فاض عن وتر |
له على شغفات الروح توريد |
نعم الرفيق ونعم الخل قد شهدت |
لك المكارم والأخلاق والجود |
بسبق فضلك والترحيب أجمله |
وسابق الفضل بين الخلق مسعود |
يا ابن الأماجد والعلياء مسكنه |
وفي الحجاز له جذر وتشييد |
يا جار كعبتنا الغراء زائرها |
في كل يوم وحالت بيننا البيد |
والشوق فِيَّ لهيب ليس يخمده |
إلا القدوم ، ولي في الصدر تنهيد |
فاقر السلام لبيت الله ما طلعت |
شمس الوجود ولبى الله موجود |
واقر السلام رسول الله أحمدنا |
فقد طغى الشوق بل ثارت مواجيد |
لا تنس صحبته قَبِّلْ قُبورَهُمُ |
أولئك الغر والصيد الأماجيد |
يا بندر الخير دمع القدس حَرَّقنا |
وفي العروبة يختال الصناديد |
الرقص والهز والأضواء عدتهم |
والعهر والفسق تشريع وتجديد |
وحالفوا ثَمَّ إبليسا فأبسلهم |
فهم بذي الأرض أنجاس مناكيد |
{ ما يقبض الموت نفسا من نفوسهمُ |
إلا وفي يده من نتنها عود } |
{ من كل رخو وكاء البطن منفتق |
لا في الرجال ولا النسوان معدود } |
حاشا الكرام فما نهجوا أكارمنا |
إن الهجاء به الأنذال مقصود |
الأرض ضاقت بحزب الله واجتهدت |
في حربه البيض والأعراب والسود |
هذي فلسطين كم نادت وكم صرخت |
غار الصدى ، قيل جنته الأخاديد |
أصابها اليأس فاستلت حجارتها |
وثارت الأرض والتكبير ترديد |
أطفالها الغر جند لا كفاء لهم |
نهر الشهادة أبدته الزغاريد |
شبابها في غمار الموت يدفعهم |
إلى المنية إيمان وتفنيد |
ترى العدو أسير الرعب إن خطروا |
وهو المدجج في يمناه بارود |
كم بَلَّ سرواله أو فر مرتعدا |
له ضراط وفيهم ذاك مشهود |
قامت تؤازره دبابة زحفت |
من الجوار وفيها الجند محشود |
وخلفها نفر والنار منطقهم |
وأمر ربك موقوت وموعود |
يهوي الشهيد كأن الموت دغدغة |
ويشرق الوجه لا يعلوه تنكيد |
وتلك بسمته في الثغر واضحة |
وذاك شاهده لله ممدود |
غدا العريس وقامت ثَمَّ زفته |
يا موكب النصر كم تحلو الأناشيد |
وكلنا يتمنى مثل زفته |
يا نعم خاتمة من حاز محسود |
يا بندر الخير كم في الصدر من غصص |
لحال أمتنا ، والقلب مفؤود |
فالحاكمون غدوا من غير جلدتنا |
هدوا حضارتنا واستاقهم هود |
والسيف أمسى علينا مشهرا وله |
منا نصيب ، وباب الأرض موصود |
عدت على أمة التوحيد تنهشها |
كل الكلاب وعز اليوم توحيد |
ففرقة العرب أغرت كل داعرة |
في الأرض واستقدمت ، واختال تقويد |
والجاهلية قد عادت مجلجلة |
باسم الحضارة لَمَّا غُلَّ توحيد |
وأُطْلِقَ الشر حتى صار حاكمنا |
وساسنا فاجر ، لص ، وعربيد |
ضاعت فلسطين والتحرير خدعتهم |
وذا العراق وقد أرداه ملحود |
وحالُ قادتنا في كل مدرجة |
مستنوقين لهم للنوق تقليد |
ونشتكي حالنا لله نسأله |
فكا لعقدتنا ، قد زاد تعقيد |
وأن يفك قيود القدس درتنا |
لكي يطيب لنا في قدسنا العيد |
ويمسح الحزن عن بغداد ينصرها |
وَيُدْحَرَ الظلم عنها والرعاديد |
وينصر الحق والاسلام حيث علت |
الله أكبر ، لا إلاهُ معبود |