بسم الله الرحمن الرحيم
تخطو أقدامك .. وتتابع المسير .. تستقبل الجديد من أيامك مودعا قديمها في أحشاء الثرى .. يحثك الأمل .. فتطوي الأرض .. يشدك الأفق .. و كأن ناظريك مربوطة إليه بأحبل .. وقد تراءت أمامك جنات الخلد .. و حدائق العدن .. فيخفق فؤادك طربا و سعادة خفق الحمائم بين أفنان الأيك ..
تشرق الشمس .. ينقشع الضباب .. تتطاير سحب الوهم .. وتظهر الحقيقة ..
حدائقك وجناتك ..
رسوم من خيال .. تتراقص على صفحات سراب في صحراء أيامك ..
وهم .. ألبسه الهم ثياب عروس .. باسمة الثغر .. وضاءة المحيا .. غرّارة
حلم .. زارك لحظة وسن .. و أرشفك من كأس الهناء .. لتصحو على صوت تهشمها بين يديك ..
أيتها الأقدام .. ما أثقل خطاك .. ما أشق دروبك .. ما أطول سفرك ..
أيها القلب .. أي ساكن يسكنك ؟؟ أي مقيم لا يغادرك ؟؟ أي رفيق لا يفارقك ؟؟
أيتها الروح .. ألبستك الأيام الهموم .. فتخرّقتِ .. وما تخرّقتْ .. وكستك السنون الآلام .. فتمزّقتِ .. وما تمزّقتْ.. و خلعت عليك الليالي السواد .. فتيتمتِ .. وما تيتمتْ ..
خالق الأكوان .. هذا هو الطريق .. وعر المسالك .. قرّح الأقدام .. و أدمى القلوب .. و أفنى الأرواح .. فاجعل خاتمته جنات النعيم ..