إفتـحْ جناحـكَ يامنـى الأرواحِ
واضْمُمْ فؤادي كي تطيبَ جراحي
وأعطفْ على مَنْ جاءَ بعد عُقوقِهِ
وأقِـلْ أبـي عثراتِـهِ بسَـمـاحِ
فحنانُكَ الزاكـي لجرحـي بَلسَـمٌ
جَنباتُ صدرِكَ أوكـرٌ لجناحـي
أبتاهُ حبي قادنـي كـي أرتـوي
بعدَ الضنى مـن فكـركَ الفـوّاحِ
فسفينتي كُسِرَ الشـراعُ ببحرِهـا
وبلوحهـا عاثـت يَـدُ المـلاحِ..
* * *
سُلّمْـتُ للطاغـوتِ بعـد معـزّةٍ
ذادتْ عـن الإسـلام بـالأرواحِ
ذبّتْ عن الأهلِ المؤمّـلِ عَزْمُهـم
أن يستفيـقَ بمشـرقٍ وضّــاحِ
لكنّ مَنْ كانت يـدي سنـداً لهـم
سنّـوا لِقتلـي شفـرة الـذبّـاحِ
فتحوا أراضيهم لِقطـعِ مسيرتـي
ورمَـوْا علـيَّ قنابـلَ السـفّـاحِ
وأسْتَجْمَعُوا غيظَ اليهود وحقدهـم
جعلـوا بـلادي لُقمـةَ التمسـاحِ
قتلوا بليلـي فجـرَ كـلّ عزيمـةٍ
تشـدو لبيـتِ المقـدسِ النّـواحِ
مادمـتُ للإسـلام ذخـراً أنّنـي
إرهابُ كـون مُشـرقِ الإصبـاحٍٍِ
* * *
شربوا سلامَ العارِ فـي حاناتهـم
رشفوا الخنى بنجاسـةِ الأقـداحِ
كسروا جناحي ثمَّ قالـوا بعدهـا:
- والطيرُ لايعلو بغيـرِ جنـاحِ -
أنزعْ سلاحَكَ واٌرْمِهِ فـي ايدنـا
ثـمَّ اٌلحـق بعوالـمِ الاشـبـاحِ
قلتُ اذْهبوا عنّي فعزمـي ثـورةٌ
وثّابـةٌ وكـذا يكـونُ كفـاحـي
أنـا لاأسَلّـمُ للأعـادي مِقـودي
أبداً ولستُ أجيدُ نـزعَ سلاحـي
مُستنفـرٌ حتـى أُزَفَّ لِجنّـتـي
ماضٍِ جهادي في حِمـى الفتّـاحِ
أناْ من فطِمتُ على الصوارمِ والقنا
وصنعتُ من نقعِ الطرادِ وشاحـي
وبزغتُ من أفقِ العـراقِ كواكبـاً
وضّاءةَ المشكـاةِ والمصبـاحِ...
فأعدتُ للشـرقِ الجريـحِ بريقَـةُ
وأنرتُ شُمسَ أفولـهِ بصباحـي
* * *
أبتـاهُ ياكـونَ الجـراحِ عصيبـةٌ
محـنُ الزمـانِ برزئـةِ الفـدّاحِ
لكنّ سيفـك لـن يِفَلَّـلَ ضرُبُـةُ
وبنيكَ نسـلُ العـاصِ والجـرّاحِ
فَلْيخسأِ الكفـار أن حفـروا لنـا
بئرَ الحزابِ بقبضـةِ الإصـلاحِ
كم حاولوا زرعَ المذّلةِ في حمـى
قومـي مكـانَ النخـلِ والتفـاحِ
لكنهّم لـن يكسـروا قفـلَ العُـلا
أو يعثروا يومـاً علـى المفتـاحِ
* * *
دعني أصيحُ وفي الحنايـا لوعـةٌ
دعني أصيحُ فلن أمـلًّ صياحـي
لأصوغَ من هولِ الدمـار نشِدنـا
لِيظلَّ يهدرُ فـي سمـا الإفصـاح
ليذوب فـوقَ مدامعـي يشدولهـا
ألمي لِتعلـو عاصفـاتُ رياحـي
أَناْ مَنْ بسيف العُربِ ذقتُ منيّـي
وبمكرهم داسُ العلـوجُ بطاحـيِ
* * *
أبتاه جرحُكَ ليس يُوقـف نزفُـهُ
كالبحرِ فـي فيضانِـهِ المجتـاحِ
أنا مِن جراحكَ قطـرة منحـورةٌ
أنّتْ فـزادتْ أدمعـي ونُواحـي
أنا ذلك الولدُ الـذي ضاقَـتْ بـه
دنيـاهُ بـالاهـوالِ وَالأتــراحِ
أنا لن أليـنَ ولـن اهـون هنيّـةً
ماضٍ إلى العلياءِ صوتُ كفاحـي
سأُلقّـنُ الأعـداءَ درسـاً قاسيـاً
سأضلُّ في الهيجا يُهابُ صُداحـي
إنّـي سأبقـى كوكبـاً مـتـلألأً
حتـى تُلمْلـمَِ اضعلـي ألواحـي
والماءُ ماءُ الوجهِ لن ينـدى بـه
مني الجبين ولـن يُبَلَّـلَ راحـي
أنـي سأبقـى شُعـلَـةً أزلـيـةً
وهجتْ تشـعُّ النـورَ لـلأرواحِ
أنـاْ مـن محّمـدَ ثـورةٌ أبديـةٌ
ومن العـراقِ الهـادرِ الجّمـاحِ
***
تحياتي
سراب الوصول: زيد خالد علي