|
1 - أبا أيهم رفقا بهذا التواضــــــــــــــــــــع |
فقد حزت أمجادا وخير المواقــــــــــــع |
2 – لأنت الذي في القلب خلّ مقــــــرب |
وفي العلم قد نلت كلّ المرافــــــــــــــع |
3 – ألا إنّ علم المرء يبتاع غالـــــــــــــــــيا |
وعند أبي حسان خير البضائــــــــــــــــع |
4 – رأيتُ المديح الذي قد أهانـــــــــــــه |
لسان يجيد الحبك ، حبك الصنائــــع |
5 – فعافت قوافيّ التي لا تجامــــــــــــــل |
رويا تربّيه ذوات البراقــــــــــــــــــــــــــــع |
6 – وذا الشعر مقلوبٌ جميعُ كيانــــــــــــــه |
كطفل تشهّى حضن تلك المراضـــــــع |
7 – يوالي جميع الورى بمدح منمـّــــــق |
وقول لم يجتز حدود الأصابــــــــــــــــع |
8 – فإن كنتُ نظّام المديح الذي تـــرى |
فما المدحُ إلاّ في كريم الطبائـــــــــع |
9 – إذا قال أشفى كلّ غلّ فما خـــــــــــلا |
له القول من رأي جميم المنافــــــــع |
10 – وإن خطّ أحكاما قصارا فأبشــــــــــروا |
بدرّ خفي في ثنايا المراجـــــــــــــــــــع |
11 – يداوي من الجهل الذي قد حلا لنا |
فما عاد يعنينا توالي الفواجـــــــــــــــــع |
12 – وصرنا كمن ماتت أحاسيسه فمــــــــا |
به من سهاد أو جفاء المضاجـــــــــــــع |
13 – لأنت الذي للجرح طبّ وبلســــــــــم |
وفيك شفاء من جراح مواجـــــــــــــــع |
14 – فزدنا أبا حسان نصحا ولا تنـــــــــــــــــي |
ألست الذي فيك قضاء المطامــــع ؟ |
15 – وهل يرتجى إلا من تحلّى بمنطـــــق |
فصيح وألفاظ خفاف فــــــــــــــــــوازع |
16 – ومن كان للإنصاف دوما مراعيـــــــــــــا |
رقيبا كما نجمٍ بهيِّ المطالـــــــــــــــــع ِ |
17 – فلا يستبيحُ الظّلْمُ قطّ قـــــــــــــــــــرارَه |
ولا يحتويه حثُّ تلك النّـــــــــــــوازع |
18 – فلله درُّ العلم لمّا ينيخُ فـــــــــــــــــــــــــي |
بساتينِ خصبٍ أوحقولٍ مرابـــــــــــــعِ |
19 – تراه كما الزهراء دوما مضـــــــــــــــــاءة |
فيهدي سناها في الفيافي الشواسع |
20 – فبالعلم نرقى إذا أردنا المعاليــــــــــــــــا |
وبالصدق نحيا لا بلبس المراقـــــــــع |
21 – هل الشام خصب عمْرَها ما أصابهــــــــا |
من القحط ما قد حلّ بالدّور البلاقع |
22 – أم الدّهر جوّادٌ كريم مسانــــــــــــــــــــدٌ |
فأهدى لنا من حاز جمع الجوامع ؟ |
23 – قد احتار في تعداد تلك الفضائـــــــــل |
حشودُ ترانيمٍ وأشعار هوالـــــــــــــــــع |
24 – يَدين لك التّوجيه بالفضل كلّـــــــــــــــه |
وأيْدٍ جليات البياض نواصـــــــــــــــــع |
25 – فكم جدْت بالرأي السديد معالجــــــــا |
فخلّدْت في الوجدان لطف الرّوائع |
26 – وطفت كما الأنسامِ في الناس مرشدا |
صدوقا صفَيَّ النّوى والدّوافــــــــــــــعِ |
27 – فدانت لك الأقلامُ في كلّ مجلـــــــسٍ |
وطافت أماليكم بكلّ المسامــــــــــــع |
28 – لك الله يجزي عن ليالٍ سهرتَهــــــــــــــا |
لتعطي بلا منٍّ وغير ممانـــــــــــــــــــع |
29 – جزاءً بلا نقص كما أنت لا تُــــــــــــــرى |
سوى بالكمال الحقّ والبذل والــــع |
30 – وعذرا أبا حسان إن كنتُ صادقــــــــــــا |
فما كنتُ أنوي خدش ذاك التواضعِ |