خارج نطاق التغطية..!!!
هكذا يأتي يروج لمفاهيمه الزائفة ، ينشر أكاذيبه في ليل أظلم على حين غفلة ، حوصرَ فيها كل الشرفاء ، و على صدى أنين أمهاتنا الثكالى ، وصرخات أطفالنا اليتامى ، يأتي فرحًا بنفسه ، يبرر أفعال أسياده بقلمه الأسود ، الذي كان وما يزال بعيدًا عن الله ، خارج نطاق التغطية ، لا يعرف معنىً للإيمان ، ولا يعرفُ معنى الإحسان ، ولا يدرك معنى كونه إنسان ، نسيّ نفسه مع مرور الأيام ، غرته الدنيا ، فبدأ ينشر الفساد ، و ينثر اليأس ، ويفلسف الحقائق ويشوهها ، يعدنا بغدٍ ليس لنا ، كله بؤس وشقاء وعبودية ، أيها العبد الجبان...
ها هنا طائرٌ جريح ، لعلّه سقط من السما ء ، ضبطه العسس تحت جنح الظلام ، كان يبحث عن الأمل ، يبحثُ عن النور ، بعدَ أن حوصر ضوء النهار ، ما أكبر حلمك أيها الطائر ..!، تحلق في سماء ليست سماءك ، تبحث عن أمل ضاع منذ سنيين ، أولم تعلم بعد أن من هو مثلك ليس له مكان في هذا الزمان، ألم تعلم بعد أن هذه السماء أصبحت أسيرة ، فلم تحاول الطيران ، ألم تقنع من الغنيمة بالإياب ، ألم تسمع ماذا قال من هم قبلك ، حكمة عظيمة حفظتها وأدْخرتها لهذا الزمان ، أنجُ سعد فقد نجا سعيد !!!..."وماذا فعل لكي ينجو ؟"، قال بكل عجرفة وخيلاء باع نفسه في سوق النخاسة ، وأصبح عبدًا للغرباء ، " الله الله يا فيلسوف زمانك ، بززت بعلمك أقلام كل الغزاة ".
كان وما يزال ، عبدًا لشهواته ، منافقًا بإمتياز، باع نفسه وأرتضى العيش تحت سقف الهزيمة ، هكذا يكونوا الأنذال ، يرتضون بالهوان ، ويرتضون العيش بذل تحتَ الأقدام ، وهكذا يكون النفاق له أتباع وأزلام ، يروجون للباطل ويحاربون الحق، يزورون بأقلامهم تاريخ الشرفاء ، يدّعون الحكمة ، ويقولون بلسان زائف " الحمدلله " ، ويزنون مع كل كلمة تنثرها أقلامهم زنى المحارم كل يوم ، صباح مساء ، مع كل كلمة يأس ينثرونها ، مع كل جملة استسلام يعمموها ، مع كل قصيدة إطراء بحق أسيادهم ينعقون بها ، تسيل من أقلامهم الدماء ، ذئاب ، من أكلة لحوم البشر ، صحيفتهم ملأى بالآثام ، لكنهم يظنون أنهم في أمان ، وأنهم بمنأى عن العقاب ، وأنْ لا إياب ولا حساب ينتظرهم غدًا بين يديّ رب العباد .
كان وما يزال عبدًا جبانًا ، رأسه كحاوية زبالة ، ودمه دم خنزير تخثر منذ زمان ، تراه يجلس منتشيًا بسلامته ، يرتشف قهوة الصباح ، يدندن بصوت خافت أغنية فيروز "الغضب الساطع آتٍ" لكنه لا يفهم منها شيئًا ، لعلّه لم يدرك بعد أنه أضاع عروبته في بورصات الخيانة ، وأنه غارقٌ حتى أذنيه في مستنقع الرذيلة ، لهذا لم يفهم شيئًا ، ولن يفهم شيئًا مهما حاول ، وهو لن يحاول على أية حال، لأنه يظن أنه امتلك الدنيا ، وأن الحياة مناصب و جمع أموال وعقارات ، رضيَّ أن يكون تابعًا لطيف شيطان لئيم ، تعلم منه أكثر مما تعلم من قابيل ، فتجده يتغذى كالحشرات على دماء الأبرياء ، وينتفض كالثور كلما أقترب أحدًا من الغرباء ، تراه عملاقًا وهو يمشي ، يتجبر على أبناء جلدته ، يسجن هذا ويتهم ذاك ، ويغدو قزمًا حقيرًا في جلسته أمام أسياده الغرباء .
دار الزمان دورته ، ونفقَ ذات مساء ، أين سيدفن؟ سأل الأسياد ورثة ذاك الجبان ، قالوا في الأرض ، فضاق الفضاء على الأسياد ،" نريد أن نتنفس هواءً نظيفًا ، ليس هذا برأي يطاع ، ولعلَّ المقام يطول بنا ما طالت غفوة هذه الأنام ، ونحن من أنصار بيئة نظيفة ، وقد لا نحتمل رائحته مع مرور الأيام "، أين سيدفن إذن ؟ "خذوه خارج نطاق هذا الهواء، في رحلة مجانية إلى الفضاء ، مع نفايات نووية وذروه هناك ".