إذا ما تذكرنا بأن الإمارة مرادف للسلطة ـ وهي السلطة المطلقة في عالمنا العربي بالأخص ـ فإن الأمر يبدو مغرياً جدا خصوصا لمن لديهم هذه النزعة التسلطية إنها نزعة ممتدة في جذور التاريخ من قبل حتى فرعون وهامانه، لكنني أتحدث هنا عن الحاضر الذي نعيشه ولا شأن لي باستلهامات الماضي البعيد وأتحدث عمن هم "مؤمنين جداً" بأن السياسة مكر وخداع ومداهنة ولا أتحدث عن المصلحين المهمومين حقا بقضية أمتهم، ولست أنسى مشهد ذلك الزعيم العربي وهو يقف على منبر خطابي كتب عليه الآية ( إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وأكاد أجزم بأن هذا المشهد الخطابي للقائد الزعيم قد التقط من زاوية تبرز هذه المقطع من الآية الكريمة على هذا النحو بالذات ..وأنا ربكم فاعبدون ، إن العقل العربي مصاب بتضخم شديد في غدة"الأنا" على حساب ضمور أشد في غدة " الآخر"، من منا لم يعتقد يوماً بأنه لو ولي أمر قضيته أو بلده أو قريته أستطاع أن يحيلها إلى يوتوبيا حقيقية في مدة لا تتجاوز يوم أو بعض يوم.
أتحدث عن العقل العربي وعيني على الغرب فليس حب الإمارة أو السلطة محصورا علينا معشر العرب، فانا أرى بأن العقلية الغربية هي عقلية تسلطية بامتياز إلا أن هاجس المساءلة من قبل الذات أو المجتمع والحس بالمسؤولية عموما يبقى أعلى صوتا في ضمير الغربي عنه في ضمير العربي، كذلك طبيعة التفكير الموضوعية عند الرأي العام الغربي القائمة على أن الأسباب تفضي إلى نتائجها مختلفة عن طبيعة التفكير العاطفي لدى العربي الذي يفضل دائما أن يخلق النتائج أولا ثم يفتش لها عن مبررات أو ربما لا يفعل فمن يهتم أصلا بمساءلته عما يفعل وهو القائد الأعلى ...وسبحان ربي الأعلى..بعد ذلك لماذا نحب الأمارة ! ما يزال السؤال قائماً...خالص احتراماتي