أبا يوسف
يارفيق الدرب الطويل
كل مرة أزداد تعمقاً في نفسي حينما أرافقك
حتى وإن كان لبوحك طعم الخناجر أحياناً
كنت مستمتعاً حد الألم في الغوص في تفاصيل سيدتك التي قلت لي إنها كل شيء تتنظره !
.
هب لي من وقتك اليوم فاصلة
أحتاج أن ألعب دور الثرثار هذه المرة
فلقد فاض صدري بسيل الوجد الذي لاعاصم من لجته
.
اليوم سأحكي لك كثيراً من الصدق .
لاعليك فيداي رغم جنون الارتعاشة لاتزالان تحكمان القبض على المقود جيداً
فكثراً ما أبحرت بهذه السيارة التي تعرف حزني جيداً
وتعرف أنني أتقن اقتراف خطيئة السفر التي لاتكفرها إلا أحاديث الغربة
نعم أنا المسافر الذي أدمن الطريق وأتقن الامساك بالخيط الأسود الممتد بين ناظريه والأفق
بينما فشل كثيراً في الإمساك بخيط الحلم الممتد بين خياله والحقيقة !
.
أبا يوسف
سأقول لك إنني أحبها وأنت تعلم جيداً أنني أرى الحب عالماً لم يعرفه أحد ولم يجهله أحد
قلت لك ذات مرة :
أصدق الحب أن لاتدري متى اجتاحك الحب ولا كيف ولا أين !
ما أغبى أن نقنّن ما لا نفهم
ونرسم مالم نرَ
.
الآن ناولني عصير المانجو وعلبة الكاجو
ثم قل لي
ألستَ من قال لي يوماً إن الشوق هو رسول الحب ودليله وشاهده !
والله لقد غنِمتْ تلك المجنونة مني كل أشواقي
حتى لاأجد موضع إبرة من خارطة أحلامي إلا وتطأها بطيفها العذب
ولا قيد خاطر إلا ويسرقني إليها
كلماتها تدندن في أذني حتى وأنا أشرب النوم
أليس هذا هو ذلك المشؤوم الحب ؟
.
المسافر
شاعرٌ يعزف بالعين
على لحنٍ مهاجِر
.
المسافر
حين لا نقتات إلا الوهمَ
من عين المحابر
يلبس الأشياءَ ذكرىً
بيد التلويحِ
والتلويحُ شيءٌ
مثل توزيع الخناجر
.
المسافر
رجفة الأثواب في أنشودة الريحِ
التي تسعل الذكرى
وتحيي من لغات الناسِ
أعماق الضمائر
.
والمسافر
بضع أحلامِ تناجي اليأسَ
تلغي ماتبقّى
من طموحات المكابر
.
والمسافر
أمنياتٌ بامتلاكِ الوردِ
أو جمعِ الأماني
أو
رحلةٌ للراسمينَ الحلمَ
للأرواح
في دنيا المظاهرْ