|
إِنّي إِذا ضَنَّ الصَّديقُ بِوُدِّهِ |
أَو ظَنَّ عَنّي السّوءَ ما أَتَحَمَّلُ |
فَلَإِن قَطَعتُ حِبالَ وُدِّي عَنكُمُ |
ما كُنتُ أَهلاً لِلصَّداقَةِ فَارحَلوا |
وَدَعوا فُؤادي باكياً مِن بَعدِكُم |
إِنَّ البُكاءَ لَدى التَّفَرُّقِ أَجمَلُ |
إِنّي أَوَدُّ صَغيرَكُم وَ كَبيرَكُم |
وَ رِجالَكُم وَ نِسائَكُم لا أُغفِلُ |
فَلَإِن تَجاوَزَ بَعضَ قَولي بَعضُهُ |
فَاستَفسِروا قَبلَ المَظَنَّةِ وَ اسأَلوا |
إِنّي لَأُشهِدُكُم وَ أُشهِدُ رَبَّكُم |
أَنّي قَصَدتُ الخَيرَ ، لا تَتَأَوَّلوا |
إِنّي هُنا أَرثي صَداقَتَنا لَكُم |
فَلَكَم سَعِدتُ بِكُم فَأَنتُم أَفضَلُ |
وَلَإِن رَحَلتُ فَذاكَ أَنّي آسِفٌ |
أَن ظَنَّ بَعضٌ أَنَّني أَتَسَوَّلُ |
وَ اللهِ إِنّي ما كَتَبتُ سِوى البُكا |
فَالدَّمعُ جارٍ وَ البُكا مُستَرسِلُ |
فَالسَّيفُ في كَفِّ العَداوَةِ مُصقَلٌ |
وَ الشَّكُ في كَفِّ الصَداقَةِ أَصقَلُ |
وَلَكَم مَدَحتُ بِكُم فَأَنتُم إِخوَتي |
وَلَكَم هَجَوتُ فَذاكَ أَنّي أَجهَلُ |
وَلَكَم قَرَأتُ وَ كَم طَرِبتُ لِبَوحِكُم |
حَتّى كَأَنّي مِن عَبيرٍ أَنهَلُ |
وَلَكَم جُرِحتُ فَكانَ مِنكُم بَلسَمي |
وَجِراحُكُم في القَلبِ باتَت تَقتُلُ |
قَلبي إِذا فَزَعَ الصَّديقُ لِبَوحِهِ |
حَتمٌ عَلَيهِ المَوتُ لا أَتَجَمَّلُ |
فَلَكُم سَلامٌ لا أَضِنُّ بِهِ وَما |
يَبقى لِمِثلي مِن سَلامٍ يُرسَلُ ؟ |
حَسبي زَماناً كُنتُ فيكُم مُكرَماً |
وَ اليَومَ إِن ضَنَّ الكِرامُ سَأَرحَلُ |