ما لهُ الصيادُ ما لهْ ؟
ما الذي يَشغَلُ بالَه ؟
في مُحيَّاهُ ، كما في
صوتهِ ، بعضُ كَلالة
ما الذي جدَّ عليهِ ؟
ما الذي بدَّل حالَه ؟!
كان بالأمس هزبْراً
أصبح اليومَ غزالة !
كان جبَّاراً عُتلاًّ
يصبغُ الشرُّ فِعالَه
كم من الأجساد أردى
غارساً فيها نصاله
كانت الحيتان تخشاهُ ولا تأتي حيالَه
وتفرُّ الطيرُ منهُ
إنْ رأتْ يوماً خيالَه
مَلَكَ البحرَ وكان الجوُّ والبرُّ مجالَه
كان يُلقِي حيثما شاءَ ، متى شاءَ ، حبالَه
صاد أصحابَ المعالي
صاد أصحاب الجلالة !
ثم سوَّاهم فصاروا
في يديه مثل آلة
كَبَّروهُ ، نَفخوهُ
وأحاطوهُ بهالة
فانبرى يشربُ من آبارهم حتى الثُّمَالة !
***
كلُّ ما في الشرق مغرٍ
ومسيلٌ للريالة !
فهو مهدٌ للحضارات ونبعٌ للرسالة
كل ما فيه أصيلٌ ، لا تضاهيه أصالة
وجميلٌ ،
وحدهُ الصيادُ لم يُدركْ جَمالَه
لم يغُصْ في عمقهِ قطُّ ، ولم ينفذ خلاله
ليس للأعراق معنىً
عنده ، أو للسُّلالة !
لفظةُ" الأعرابِ " في قاموسه تعني : حثالة !
وكذا " الآثارُ " و" التاريخُ ": أكوام زُبالة !
كان بالشرق جهولاً
فغزاه عن جهالة
جاء يصطاد الأماني
والهوى ، باسم " العدالة " !
ظنَّ " بغدادَ " رداءً
يرتديه في عُجالة !
لم يكن يعرفُ أن الموتَ قد يغدو مآله
وبأن الصيد في الماء العراقيِّ استحالة
***
ماله الصيادُ ماله ؟
يلعق اليومَ نعالَه
ماله أصبح نذلاً
تستحي منه النذالة
هزِّؤوهُ ! علِّموهُ
أن للشرق رجاله
علَّه يرحل عنا
علَّه يُنهي احتلالَه
ولنا النصرُ ، بإذن الله ، آتٍ ،
لا محالة !