تعليق على ما حدث
دخلنا من الباب الضيق المفضى الى ذلك المكان السرى تخترقنا أشعـة من الضوء متخللة سحب البخور الضبابية وابتسامات المريدين من حولنا تكاد تسكرهم ,جلسنا فى الاماكن الخلفية المخصصة لنا- كمشاهدين-الان تبدء الصلاة..قالها بصوته الاجش أثناء رفعه احد الكتب القديمة فى يده وأخد يلوك عبارات لا يفهما احد- حتى هو على ما خيل لى- نتج عنها قشعريرة خفيفة لمحت اثرها فى من حولى ووقتها فقط أحسست بوجودى الذاتى ووجودى للاخر فى ان واحد.
تحرك الجميع بفزع الى مصدر الصراخ المنبعث من نهاية الغرفة فى حركه منتظمة حيث فتاة ممزقة الثياب معفرة الجبين تصرخ وتتلوى وتتأوه كحية رقطاء فى ظهيرة يوم مشمس سألت من حولى والذين يبدو انهم قد انسجموا مع الموقف بكل ما يمتلكون من احاسيس انسانية يندر وجودها فجائتنى اجابتهم بثقة لايشوبها نقيصة : بها "روح شـريـر" على الجانب الاخر ظل الرجل فى تلاوته الخافته وظلت الفتاة فى الصراخ رافعه قبضتها فى كل الاتجاهات مهددة وواعدة بالشر للحلقة البشرية من حولها نظر لى صديقى ظافراً "أرايت.. انه يصنع المعجزات .. ألا تتأثر .. أتملك قلب حجرى لتكذب عينيك"أثناء رحيلى عن المكان همست فى أذنه بهدوء لا يخلو من السخرية "ترى الى متى سيصدق الناس هذا ؟ والى متى ستحتفظ الفتاة بدورها المتقن ؟ "