قيل هذا النص عندما نصب الاحتلال في العراق رئيسا " كرديا " على حضارة العرب في بلاد الرافدين
يشهد الله أني لا أكن للأكراد إلا كل الاحترام ... ويكفي أنهم أحفاد صلاح الدين ... ولكن ذلك التنصيب كان طعنة ... أو أريد له ذلك ... وهذا ما حرك الحسرة في القلب على عراقة العراق وعروبتها ...
عندما يغضب التاريخ
شعر : محمد بن الطيب الحامدي
هلّلوا وزمّروا وطبّلوا
أتاكم صلاح الدين ، في الحرية يرفل
سيفه دبّابة وعطاياهُ قنابلُ
يزفّ التطوّر في عماهة
حجاج في نسخة جديدة
غير أنه لا يعلم ُ
يلفّ أحلامكم في علم
توشي حناياه الأنجمُ
ويغيّر لون بترولكم
فيجري في عروقكم كأنّه الدّمُ
أين من الفراتِ عروبةٌ
وقد غيضت زلالهُ
جرت في واديه جثثٌ حممٌُ
وأين دجلة ، والنخيلُ يطوف بها ؟
وأين القبائلُ ، وأين من كفروا ومن أسلموا ؟
هل تبرأت بعقوبة من رجالها ؟
وكذا خلا من الذكور الموصلُ ؟
وهل الفلوجة يزورها الكرى
وفي خدرها يعرج علج محجَّلُ ؟
جاء سيافكم من الشمال
كأنّ نساء العرْبِ لا تحملُ
أو لعلّ الجنوب خصيٌٌ ذكورهُ
وعمّ فحولتهم دمّلُ
فهم بين دعيٍّ يحكُّ جلدهُ
وبين مشدوه يفغر عقلهُ
ويسقي شاربيه عرقا ، ثمّ في الخلا يتبوّلُ
أو سمسارٍ يبيعُ خرْدة الكلام
يفقأ عين التاريخ ويتقوّلُ
بالأمس القريب ، تصايحتمْ طربا
والمعدن الثمينُ أمامكم يُجندَلُ
معدن من عظْمنا ، من دمعنا مُمَول
وبالكذبة الفصيحة مفوّهُ
وأعلنتم للأرض والسماء ومن يسمع ولا يسمع
بأنّ جزاءه ومن ولاه فأس ومعولُ
تراكضتم في الشوارعْ
وفتّشتم بين أعشاب المزارعْ
وفقه من تشيعوا أو تحنبلوا
وظفرتم به ، قائدا من غير جلدكم
روحه ليست من روحكم
أنصف داحس والبسوس والغبراء
فبايعته القبائلُ
وصار، وليس بأمركم
يبطل فيكم ما يشاءُ ويُعْملُ
طوبى لكم ، وألفُ مرْحى
بهذا التحرّر من السماء يهطلُ
وصوت الموت والدسائس
وتجارة النفائس
في عراقة بغدان يجلجلُ
وفي عروقها المسكينة ، وفي عروقكم
وفي خلائها وثكلها ، وفي فجوركم
يتمطّى ويتلكّأ التحوّلُ
طوبى لكم وألف مرحى
لأنتم دولة عظيمة ، بل دولٌ
وكم تدول الدول