مقطع لنص أدبي جميل للشهيد سيد قطب من كتابه ( النقد الأدبي) أنقله لكم لجلاله وبهائه.................
يقول يرحمه الله تعالى : (( من خصائص الأدب الحي أن يمنحنا القدرة على الانفعال به , ولو كان
أسمى من مشاعرنا الخاصة , لأنه يستطيع أن يرفعنا إليه لحظات , وان يخرجنا من قيد اللحظة
الحاضرة في حياتنا كذلك , ويصلنا بنبع الحياة الساري وراء اللحظات المفردة والأحداث المحدودة .
ويضيف إلى أعمارنا والى أرصدتنا الخاصة من الحياة آمادا وآفاقا اكبر وأوسع من حياة الأفراد في جيل من الزمان...... ))
وصدق الشهيد !!
لاشك أن لحظات الوقوف بين يدي نص أدبي جيد شعرا كان أم نثرا يبعث في نفسك الحياة بما فيه من
صدق في التعبير وحرارة في العاطفة وبما فيه من إبداع في التصوير والتمثيل والبيان في قالب فني
راق قد يعجز على المبتدئ الإتيان بمثله ......
وكما يقول الجاحظ : ( إن المعاني مطروحة في الطريق ))
أي هي متاحة للجميع لئن يعبر عنها......... إنما الشاعر الشاعر والأديب الحذق هو من يخرجها من حالة التجريد إلى الإشراق والإفصاح في صورة أبهى وأبدع عن طريق التشبيه والتمثيل والتفنن في تقييده بالخيال .
فذاك هو الأدب الحي خاصة إذا ماكان المعنى جليلا وقيما
فأنه يخرجنا من لحظاتنا الممجوجة أحيانا ومن قيد المكان والزمان والروح المرهقة الباهتة إلى عالم أشهى وأبهى وأرقى وأوسع ..
ويضيف إلينا عوالم آخر لانملك إزائها غير الاسترواح بين يديها والإذعان لها !!
ودمتم .