همّتْ بنحْري سطوةُ الأكوانِ والشمْسُ تأبى أنْ تُنيْرَ مكاني والليلُ ولّى كاللياح ِ جمالُهُ إنّ السُّهادَ بعُسْرِهِ أدماني قلّبْتُ أمري كيْ أُعايِنَ فجوةً مِنها أُناشِدُ عزّتي وكياني لمْ ألتَمسْ إلا قوارِعَ جمّةً تلوي ذراعَ عزائم ِ الإنسان ِ فرَفعْتُ كفّي حينَ ودَّعَني الكرى سلّمْتُ أمري للذي أحياني أبْغِي السعادةَ والنجاةَ مِنَ الأسى أبغي حياةً في رُبى الإيمان ِ أسلو شديدَ الحُزْنِ في عهْدِ الهوى وأعيشُ عيشةَ طائِع ِ الرحمن ِ والناسُ أنساهُمْ وأنسى ما مضى وأَصِيْغُهم في صفحةِ النسيان ِ ما كلُّ مَنْ فقَدَ النديمَ بميّتٍ ما لمْ تموتُ طهارةُ الأبدان ِ فتّشْتُ أسرارَ الزمان ِ ومَنْ بهِ فوجدْتُهُ مُستودعَ الغربان ِ حيثُ القلوبُ تعكّرَتْ أعماقُها واسْوَدَّتِ النيّاتُ بالطُغيان ِ وأرى المماتَ سلامةً لأُوْلي الخَنا باعوا الحياءَ بأبْخَس ِ الأثمان ِ تفنى عظامُهُمُ ويبقى فعلُهمْ يرويهِ كلُّ مُهمّشٍ وجبان ِ أسَفِي على بعض ِ الرجال ِ لِرَمْيهِمْ شِيَمَ الرجال ِ وميزةَ الشُّجْعَانِ
حمود حاشم الشمري