يلفُّ الغروبُ معاطفَ بيَّارةٍ
تتأهَّبُ للنوم فوق يديها بأرض الجليلْ
ويتّسع الأفقُ لونَ شحوبٍ ..
ويبدأ ليل بدون نجومٍ ولا قمرٍ أو هواءٍ عليلْ
وليس المزاجُ جميلاً لكي يلتقي العاشقانِ ..
ولكن لدى الحب .. كل المزاج جميلْ
ويتركني الليل ..
يتركني مع بنفسجتي في مَهَبِّ الرياحْ
على ورقات اخضرارِ الجليلْ
على شَعرِ ليلى الطويلْ
ونسهرُ .. نسهرُ حتى الصباحْ
فمنذ كثير مُنِعنا لقاءً
وكنا نعوِّضُ نقصَ اللقاءِ بخاطرةٍ
أو قصيدة حبٍّ .. وكان البديلُ ثقيلْ
فليس عن العين والشفتين
وجَفنٍ من اللازَوَرْدِ
وخدِّ الورود . . وكفِّ الشِّفاءِ
وجسمٍ .. ونهدٍ .. وطولْ
هناك بديلْ
- هل اشتقتَ لي ؟؟
- ليس إلاَّ ..
- وكيف الحياة بدونيَ ؟؟
- مثل اليمام يطير بدون جناحين
حتى لقاءِ الجناحِ .. وعودته للهديلْ
أحبكِ ليلى ..
وأعرف أنَّ الترابَ يضرِّجُه دمُ ليمونةٍ وغصونُ الحقولْ
وأعرف حقَّ الأنوثة فيكِ .. بهذا الجسدْ
وأعرف حقَّ الوحيدِ الأحدْ
بصون حياء لاتراب الذليلْ
.. ( وكان الشتاءُ يوزِّعُ أوراقَهُ فوق تلٍّ يلُمُّ البنادقَ .. أو خيمةٍ
تتعجَّلُ إنهاءَ توزيعِ أوراقِهِ .. ليضُمَّ الربيعُ السهولْ )
- أتعشقُ تلَّ البنادقِ .. أم خيمةً ؟؟
- حين يتَّسع الأفق لون شحوب ..
ويبدأ ليل بلا قمر أو هواء عليلْ
لا خيار بأن أستعيد عباراتِ حبي ..
وأن أتهيَّأ حين تُدَقُّ الطبولُ إلى الحربِ حتى
وحين تُدقُّ الطبولْ
غداً أستعيدُ عباراتِ حبي .. لأرض الجليلْ
* * *
حقًّا .. أيملؤُكِ الذهولْ ؟؟
.. لا شيءَ يُرجعني أنا ..
فأنا طريدٌ إنْ قَتَلْتُ .. وإنْ قُتِلْتُ
.. لتجمعي ما بينها .. فأكونَ قاتِلَهُ القتيلْ
وأنا قبلتُ .. لِمَ الحبيبةُ لا يطهِّرها القبولْ ؟
- لا ليس ذا .. هي نظرةٌ أخرى إلى الدنيا ..
ويملؤني القبولْ
* * *
حبري يجودُ قصائداًً ليلى بحبِّكِ
أنتِ أزهارُ القوافي في فؤادي ..
أشنهيها أن تميلْ
* * *
ليلى تغيبُ إلى رؤًى في خضرة الليمون والكَرْمِ الجميلْ
ويعود كل مسافرٍ نفياً إلى سجن الطغاةْ
كي يشتهي طعم الحياةْ
.. ها نحنُ يا ليلى
نُلَغِّمُ طُهْرَنا بالزيتِ .. نغلي في جنونْ
نحن اللذينَ بها قُصِدْنا ذات يومٍ :
( يَقتُلونَ .. ويُقْتَلونْ )
لا شيءَ يشفي ذلك الصدرَ الغليلْ ..
غيري أنا
* * *
لا شيء يرجعُ ذلك الحجر المُحاصَرَ
غيرَ قنبلتي أنا ..
لا شيء يبقى من دمي .. مني
سوى صوت الشفاهِ
تواصلُ الإلقاءَ من شعري .. ومن شعر الوصولْ
* * *
ها نحن يا ليلى ..
نُعِدُّ معاركاً أخرى لسير نضالنا
يتجمَّعُ الجُلْمودُ فوق الطينِ والأشلاء .. تندثر الوحولْ
يتغيَّر المعنى .. ويتضح السبيلْ
ونسير نحو نضالنا ..
ونسير خلف معاركٍ
عرفتْ مَصَائِرَها القديمةَ والجديدةَ عند باب الفجر ِ
حتى موعدٍ خلف الأصيلْ
ونسير .. نحنُ نسير عبر مقابرٍ
عرفتْ بأنَّ العيشَ حقٌّ للفلسطينيِّ في أرضٍ تفجَّرَ قلبها
من نعلِ من غصبوا ثراها
في بواديها تجولْ
ونسيرُ .. نحنُ نسيرُ ..
لا يمضي بنا عتمُ الدجى
ونطولُ نحنُ نقصِّر العمرَ المريرَ .. نُميت أعمار الدخيلْ
ونعيش .. نحنُ نعيشُ ..
ما أحلى دخول المستحيلْ ...