|
عياش يحيى |
عـياشُ يحيى في القلـوبِ العامـرهْ |
في أفـرعِ الزيتـونِ في زهـرِ الرُّبَا |
في القدسِ في تلك الربوع الطـاهرَهْ |
في ضجةِ الأمـواجِ في ريحِ الصَّبَـا |
في الياسمينِ وفي المروجِ السـافرهْ |
عـياشُ يحيـا في جنـانٍ أُزْلِفَـتْ |
للمـؤمنين ذوي النفـوسِ الثـائرَهْ |
عـياشُ يحيـى في جـوارِ محـمدٍ |
والأنبيـاءِ ذوي الوجـوهِ الناضـرَهْ |
يابْنَ الكـتائبِ قـدْ أضـأتَ مشاعلاً |
تمضي بهـا تلكَ الجموعُ الهـادرَهْ |
تشتد كالإعصار في رهج الوغى |
تجتثُّ أوصـالَ اليهـودِ الخـائـرَهْ |
في القدسِ في حيفـا وفي عكا غداً |
وعلى الجليلِ وفي ربوعِ الناصـرَهْ |
مِنْ ضفـةِ الأحـرارِ ينطلـق اللظى |
يشوي الأعادي بالرجـومِ الماطـرَهْ |
والأُسْـدُ تزأرُ في كـتائـبِ عِـزَّةٍ |
مِنْ غـزةِ الأبطـالِ تلك القـاهـرَهْ |
عـياشُ ياأَسَـدَ العـرينِ قدِ اقْتفـتْ |
آثارَكـمْ هذي الأسـودُ الـزائـرَهْ |
كـمْ أَرْجَفتْ حيفـا بأشـواظِ اللظى |
كـمْ زَلْزَلَتْ قَدَمَ اليهـودِ الجـائِـرَهْ |
كـمْ مَـزِّقَتْ أحشـاءَ قـردٍ فاجـرٍ |
يأوي إلى تلك القـرودِ الفـاجـرَهْ |
يامَـنْ صـنعتَ مِنَ الكـتائبِ أُمَّـةً |
في حَمْـأَةِ الجُلَّى وحـوشٌ كاسِـرَهْ |
لوحـاولَ الأعـداءُ غَمْـزَ قناتِهَـا |
فعلـى البغـاةِ إذنْ تدور الـدائِـرَهْ |
لم نقتحمْ يومـاً منيـعَ حصـونِهِمْ |
إلا هتكنَـا بالسـيوفِ سـتـائِـرَهْ |
وإذا التمسنَـا النصرَ في حُلَكِ الدُّجَى |
عدنَا وقدْ حملَ الصـباحُ بَشَـائِـرَهْ |
وترى اليهـودَ وقدْ تركـنا جيشَهُمْ |
يجْتَرُّ مِنْ عصفِ الشهيدِ خسـائـرَهْ |
يامَنْ زرعتَ على الربوعِ كـتائِبـاً |
تطأ العـدوَّ وتستبيـحُ عسـاكـرَهْ |
وتذيقُـُه طـعـمَ الـردى وتذيقُـهُ |
صَفْـعَ القنابلِ والسـيوفِ الباتـرَهْ |
فتيـانُ صِـدْقٍ لاتبـورُ أكُـفُّـهُمْ |
ووجـوهُهُمْ مثلُ النجـومِ الـزَّاهرَهْ |
وسـواعـدٌ تحمي الحمى بعـقيدةٍ |
وحنـاجرٌ تشـدو وعينٌ سـاهِـرَهْ |
ستظلُّ تحيَـا في صـدورٍ أُشْـرِبَتْ |
حُبَّ الأُبَـاةِ وفي قلـوبٍ شـاعـرَهْ |
"رافـاتُ" تذكرُ كيفَ عِشْتَ بِحُضْنِهَا |
تلهـو بأطيـافِ الربيـعِ السَّـاحِرَهْ |
كـمْ عِشْتَ تَنْصِـبُ لليهودِ كـمائناً |
كـمْ بتَّ تحفـرُ للعـدوِّ مقـابِـرَهْ |
كـمْ أذهلتْ ضـرباتُ جندِكَ جيشَهُمْ |
وعقولَ موسـادِ اليهـودِ الحـائِرَهْ |
حشـدوا لقتلِكَ قضَّهُمْ وقضِيضَـهُمْ |
وكـلابَهُمْ حتَّى البُغَـاثَ الطـائِـرَهْ |
غـدروكَ يا يحيـى وتلـكَ سـجيةٌ |
تزهـو بها تلكَ الجمـوعُ الغـادرَهْ |
فبَك البطـاحُ أبـا البـراءِ تعطَّـرَتْ |
وكَحَلْتِ للوطـنِ السلـيبِ نواظـرَه |
نفحتْكَ مِـنْ أرضِ الفـداءِ جنـائنٌ |
تُهْدِيكَ أنفـاسَ الربيـعِ العـاطِـرَهْ |
وكـتائبُ القسَّـامِ تهتفُ في الوغى |
عـياشُ إنَّا في الحـروبِ جبـابرَهْ |
سـنـدكُّ أوكـارَ العُـدَاةِ بعـزمـةٍ |
تُنْسِـي العـدوَّ المسـتبدَّ مجـازرَهْ |
والـرعبُ حينَ يدبُّ فـي أوصـالِهِمْ |
يُنْسِي الخبيثَ منَ اليهـودِ شعـائرَهْ |
لـو زلـزتْ تلَّ الربيـعِ أسـودُنَـا |
لتدوسَ أعناقَ البُغَـاةِ الصـاغِـرَهْ |
لرأيت في وجه السماء تألقا |
والأرض ألبسها الشهيد مشاعره |
واستشرفت عمَّـانُ تَرْسُـمُ فـرحـةً |
واستبشرتْ بالنصـرِ أُسْدُ القـاهِرَهْ |
عياشُ عِشْ في الخلدِ واستبشرْ بِنَـا |
لا عـيشَ إلاَّ فـي نعيـمِ الآخـرَهْ |
ستظـلُّ تحيا في القلـوبِ مـنـارةً |
وتنيـرُ في نَفْسِ الشـريفِ بصائرَهْ |