|
ريمُ الكتائبِ في الآجـامِ قـدْ رتعَـا |
واللـهُ يُكْـبُرُ والأبـرارُ ماصنَعَـا |
ريمٌ تمطَّى على الأَحْـرَاجِ مُنْتَفِضـاً |
ليزرعَ الرعبَ في الأعداءِ والفزَعَـا |
ريمٌ أذلَّ قـرودَ الغابِ فانصرعُـوا |
وكمْ جبـانٍ أتاهُ الريمُ فانْصَـرَعَـا |
بنتَ الأسـودِ جـزاكِ اللـهُ مَكْرُمَةً |
يامَنْ أضأتِ ظـلامَ الليـلِ فانْقَشَعَـا |
يا مَنْ أزلتِ غيومَ الحـزنِ عَنْ مهجٍ |
وماتركـتِ على أحـداقِنَـا قزَعَـا |
يامَـنْ كَـتَبْتِ على أيريزَ ملحمـةً |
لمَّـا صفعتِ قـذَالَ القرْدِ فانْصَفَعَـا |
ماإنْ قَـدِمْتِ إلـى إيريزَ ثـائـرةً |
حتَّى تَنَزَّى فـؤادُ القِـرْدِ فانخَلَعَـا |
ماإنْ شدَدْتِ حِـزامَ النَّسْفِ مُقْبِلَـةً |
حتَّى تركـتِ بِهَا أشـلاءَهُمْ مُزَعَـا |
حتَّى تركـتِ دمَ المحتـلِّ مُنْسَفِحـاً |
كالسـيلِ يملأُ مِنْ طـوفانِهِ التُّرَعَـا |
فكـمْ تمادَى ذراعُ البَغْـي في رَفَحٍ |
حتَّـى أتَتْـهُ يَدُ القَسّـَامِ فانقَطَعَـا |
في بيتِ حـانونَ لمَّـا جـاءَهُمْ قَدَرٌ |
يُزْجِي المنيةَ والأشـواظَ والقَذَعَـا |
ويقذفُ الرُّعْبَ في أوصالِ مَنْ كَفَروا |
حتَّى تراهُمْ إذا اشْـتَدَّ الوغى بَجَعَـا |
للـهِ دَرُّكِ ريـمَ العـزِّ مـؤمـنـةً |
دقَّتْ خُطَـاكِ فطارَ السقْفُ وارتَفَعَـا |
للـهِ أختاً يهابُ اللـيثُ بطـشـتَها |
لاتعرفُ اليأسَ والإرجافَ والجَزَعَـا |
لمَّـا اقتحمتِ عليـهمْ بابَهُمْ فزعُوا |
والأرضُ ترجفُ والبارودُ قدْ سَطَعَـا |
والريـحُ تزفرُ والأشـواظُ لاهبـةٌ |
وقاصفُ الرعـدِ والزلزالُ قدْ وَقَعَـا |
واشتدَّ عصـفُك ريمَ العـزِّ مُقْتَلِعـاً |
جِذْعَ البُغَـاةِ بعـزِّ الديـنِ فاقْتُلِعَـا |
أرسـلتِ كـفَّكِ في المحتلِّ نازعـةً |
قلـبَ الوضيعِ بسيفِ اللهِ فانْتُزِعَـا |
قـدْ داهـمتْهُمْ على ايريزَ داهيـةٌ |
كالليلِ تقذفُ منْ أحشـائِهاَ الهَلَعَـا |
تبددُ الظلـمَ والظُّـلاَّمَ صـاعقـةً |
وتملأُ الأرضَ مِنْ أحشـائِهِمْ قِطَعَـا |
تَسْقِي اليهودَ كؤوسَ الصابِ مُتْرَعَةً |
وكمْ تجـرَّعَهَـا شـارونُ فامْتَقَعَـا |
ريمُ الكـتائبِ ياشارونُ مُذْ صَفَعَتْ |
أقفـاءَ جندِكَ تسقِيكَ الأَسَى جُرَعَـا |
فكـمْ أذلَّتْ يـدُ القسَّـامِ مُغْتَصِبـاً |
وكـمْ أذاقتْ يهـوداً باللظى وَجَعَـا |
فكـمْ نسـفْنَا لَهُمْ جُـنْداً وأقْـبِيَـةً |
وكَمْ صَدعْنَا منيعَ الحِصْنِ فانْصَدَعَـا |
وكـمْ فجعْنَا لهمْ بالـرعبِ أفـئدةً |
وكمْ شقيٍّ ببطشِ العـزِّ قدْ فُجِعَـا |
وكـمْ طعَنَّا كـيانَ المَسْـخِ نافِـذَةً |
وكـمْ جدَعْنَا لهُ الخيشومَ فاجْتُدِعَـا |
إذا نصبنَـا بظهـرِ التـلِّ رايـتَنَـا |
صلّى النهار ووجه الأرض قد خشعا |
فإنْ طلبْـنَا عـزيـزاً ذلَّ مفرقُـهُ |
وإنْ لقينَـا كَمِياًّ في الوغَى خَضَعَـا |
وما لقينَا بسـاحـاتِ الوغى بَطَـلاً |
إلا توارى على أعقـابِـهِ فَـزِعـاَ |
أو يحملُ النعيُ فـي طَيَّـاتِهِ خَبَـراً |
"هذا بكفِّ فتَى القسَّـامِ قدْ صُرِعَـا" |
هذي الكـتائبُ إنْ ثـارتْ بمعمعـةٍ |
إعصـارُ ريحٍ يجذُّ النَّبْعَ والخَرِعَـا |
أبطـالُ صَدْقٍ إذا رِيعتْ عقيـدتُهُمْ |
أروكَ في الحربِ مِنْ آيـاتِهِمْ بِدَعَـا |
إذا أظلـتْ فتىً مِنَّـا سَمَـا فَـرَحٍ |
كانَ الجِـلادُ لهُ والقصـفُ مُنْتَجَعَـا |
تلقاهُ في الروعِ مثلَ الطَّوْدِ مُنْتَصِباً |
وفي المسـاجِدِ تلقاهُ الفتَى الوَرِعَـا |
إذا دَعَتْـهُ ذُنُـوبٌ صَدَّهَـا وَجِـلاً |
وإنْ تناهَى لهُ صوتُ الوغى هُرِعَـا |
حتَّى الظباءُ لها في الغـابِ دمدمـةٌ |
تُشْقِي الثعـالبَ والجرذانَ والضَّبُعَـا |
للـهِ ريماً يهـابُ القـردُ طلعتهـا |
ترى الجـآذرَ في آثـارِهَـا تَبَعَـا |
أمٌ رؤومٌ لهـا في خِـدْرِهَـا أَلَـقٌ |
وبالحنانِ سحـابُ الحُبِّ كمْ هَمَعَـا |
تسقي الرضيعَ تُقىً مِنْ صدرِهَا لبَناً |
بالحبِّ تُشْرِبُهُ عـزاً متى رَضِـعَـا |
والغاصبـونَ لهمْ مِن كَـفِّهَا مطـرٌ |
يشوي الحَشَا ورياحٌ تنسفُ البِيَعَـا |
هاقدْ لقيتمْ بصـوتِ الريمِ زمجـرةً |
وقصفَ رعْدٍ ورعْباً يُذْهِبُ الطَّمَعَـا |
إنِّي رأيـتُ ترابَ القـدسِ يمقتُكُمْ |
والأرضُ تكرهُ والتـاريخُ ماوُضِعَـا |
وماوجـدتُ لكمْ في ظهرِهَا سَكَنـاً |
إلاَّ ثراهَـا وفي النيـرانِ ماوَسِعَـا |
يامَنْ بَنَيْتُـمْ جـدارَ الذلِّ لاتقفُـوا |
هـاقدْ فرشْنَا لكمْ بالجمرِ مضطجعَـا |
يامنْ زرعتمْ بذورَ الحقـدِ وَيْلَـكُمُ |
وهلْ ستجنِي يهـودٌ غيرَ مَا زُرِعَـا |