عَبرة بائس
نظرتُ إليه من طرفٍ خفي و دمع العين ينسابُ انسيابا
يؤمّل نفسه و النفس تطوي على الآمال آلاما ً صعابا
أبسْماتٌ تلاشيها دموع ٌ و تحت تفاؤل ٍ يخفي مُصابا؟
يعيش على الرغيف و لا يبالي و يأبى للكرامة أن تُذابا
و هذا الجوع يدمي مؤقتيه و ذاك البؤس يسقيه العذابَ
و لا يرجو من الدنيا نعيما ًسوى ما لذ ّ من عيش ٍ و طابَ
فقيرٌ , معدَم ٌ , يعتاز قوتا و لم يدرك لحاجته طِلابا
و يجري الكون و الأحلام تفنى أما آن الأوان لكي يُجابَ؟
أتسلوه الحياة و ليس يدري له ذنبا ً عليها مستتابا؟
إذا كان الظلام أنين روح ٍ و أبدى الصبح للقهر انتصابا
فكيف العيش في أكناف ظلم ٍ لقوم ٍ عاشروا قوما ً ذئابا؟
شباب ٌ قد هوى في رحم صمتٍ و ودّع عمره و الشعر شابَ
أتاه الموت و الأحشاء توري لذي الأيام و الدنيا عتابا
أيؤكل لحمه غضا ً ضعيفا ً و ترديه المنايا مستغابا؟
عجبت لمن له قد شاد عزّا ً و راح بعزّه يبغي السحابَ
و لم يعلم بأن الظلم مرٌ و ينسى اليوم أسلافا ً قرابا
كساهم عزّهم ألوان ذل ٍ و ذاك الذلّ صار لهم خضابا
هي الدنيا صراع ٌ للدواهي و حال الدهر ينقلب انقلابا