مأساتي.....
أكبرُ جدّا من رصف الكلماتِ
مأساتي...
أعظم جداً من قذف الآهاتِ
مأساتي وجعٌ يخنقني ويبعثرني أشلاءً في شتى الطرقاتِ
صوتٌ يصرخ في أذني"قُنبلةً"
تزرعُ ذُعري في نفسي
ترميني في قعر الظلماتِ
مأساتي...
أنّةُ طفلٍ في بغداد يمزقهُ الطوفانْ
ويجرفهُ الموجُ الغربيّ العاتي
طفلٌ يتنفّس بارود الظلمِ
ويشربُ -ياويح الكلماتِ الجوفاءِ- بقايا العبراتِ
طفلٌ يصرخُ
يصرخُ
يصرخُ
لكنْ.....
لا شئ يجاوبهُ إلاّ صرخاتُ الصرخاتِ
طفلٌ يبحثُ عن وطنٍ كان هُـنا
قبل الصاروخِ وقبل المدفعِ
قبل الدبّابّاتِ
وقبل الثكنّاتِ
قبل أبالسة الحربِ اللائي غرزوا في جسد العالم الآف الطعناتِ
مأساتي....
أنّي أبصرُ كلب الروم يطاردُ تأريخي في بغدادَ
يسدّدُ في وجه أبي المأمون
ملايين اللكماتِ
نقفورُ
يُجرّدُ أجساد البسطاءِ ويقذفهم في سجن الموتِ
عُراةً تتنافسُ في عرضِ مآسايهم
آلاف القنواتِ
نقفورُ وحزب الشيطانِ تداعوا
ليقيموا الحفلَ ببغدادَ
ولا زالتْ مأساتي
أكبرُ جداً من قذف الآهاتِ
موتٌ
موتٌ
موتٌ في كلّ مكان أبصرهُ
أخبرني أنّي ميْتٌ مابين العربِ الأمواتِ