مينا...
سيد الصمت عنوان لافت..وجذاب..وكأني به نابع من اسطورة قديمة..حيث الحكايا ترسم لنا ملامح السابقين..وبرؤية زمنية جديدة، وكأن سيد الصمت ليس امتداداً فطريا لكل من غرس الصمت فيه انياب الزمن العابر..ومخالب الحاضر، وتعاسة الاتي .
في الصمت انسيابية بالاخص عندما يستمد بقاءه من الحزن..وهما معا يشكلان اجمل رؤية للوجود الحي المتماثل امام الاعين الان،ومنهما تنبثق الكلمة، وفيهما يصير الحب لوعة.
في نصك استخدمت عبارات ربما ارهقته، لانك الزمتيها النهايات الموزونة، وهذا بلاشك يتعب نصا يريد ان ينطلق الى آفاق بعيدة..يريد استحضار السياب وجيكور..وشناشيل بنت الجلبي..ويغوص في ازاهير دجلة ومرايا بلقيس.
هذه همسة اريد ان اشفع لنفسي بها..ربما هي منقولة من كتاب الفجائع..
لكني احفظها..واكررها..لاني احس بعمقها..:
ايها الحبيب ها انت تدخل دخولك البهي بملكوت الذاكرة كيما تمتد في الخلود البقاء..ها انت تذهب بعيدا في اقاصيها كيما تحيا ابدا عند منهض جنائن الطفولة المعافاة..هذي كلماتي المحناة..هذه اللغة المصفاة.. هذا التحنان المبجل لذلك اللقاء..لتلك الرؤية..لذلك الوجه المغروس فيه الالم.. المفجوع بالغربة..لتلك الحقيقة التي تنشر عطرها في اقاصي الذات حيث يجيء صوتك دافئا يحي الموات الذي تسلق اماني..فيا من هو مغروس بذاكرته في ذاكرتي.. امنحني تاشيرة الدخول الى عالمك..لانني اؤمن باني قادرة على صد باب الشوق الذي يجتاحنا حتى ونحن معا.
محبتي لك
جوتيار