البحيصي الرائع..
عشرون عاماً..تصدير زمني مسبق لاحداث..جذب للقارئ للبحث عن ماهية هذه الاعوام التي مضت كيف ولِمَ، ولمن واين، ومن خلال الاسئلة هذه ندك تماما ماهية المكانية ايضاً بحيث نكون ضمن دائرة تضم في حناياها الزمن المشرد والمكان الموبوء..ومنهما تبدأ الاحداث بمقدمة تجلت فيها العاطفة كمحور وكدافع اساسي للولوجع في اعماق النص،ومن ثم في قفزة زمنية تحلوت العاطفة هذه الى قضية اخرى في ذات المسجون، بحيث تكثر الافكار والهواجس في عقله وتجتاحه عاصفة هوجاء من الافكار فتحيله وهو في اعماق السجن الى رجل اخر غير الذي كان من قبل، وربما لي في هذا التحول اي كام مبرره ملاحظة اود ان اشير اليها لكونها في نظري خرجت عن الطابع الانساني في العلاقات الاجتماعية، فليس له الحق في ترك ياسر وزوجته تجتراحان عذاب بعده دون لقاء لقاء او كلمة تخفف عنهم حمل بعده عنهم، وربما مثل هذه الحالات تبرر الكثير من المشاكل الاجتماعية بالاخص اذا علمنا ان الانسان مهما بلغ من الايمان لابد وهو يعيش حالة نفسية لانه بشر، والرؤية الاخرى التي وجدتها مردودة على السجين هي تتمثل في عدم تحدثه مع مستقبليه في يوم الافراج عنه، اظن بان المبررات هنا تقف عاجزة هي عشرون عاما عجاف لهم معا نعم لكن ماذنبهم اذا كان الظلم منتشرا في ارجاء العالم..ثم ارى ان رصد الاثمين لايتم الا عن طريق تخطيط ورسم وتفكير بمخلفات الامر ومسبباته ولايتم بعفوية هكذا.
ربما وجدت في النهاية شفاعة لباقي النص لكني مع ذلك اختلف معك ايها العزيز في هذه الرؤية ربما هي المرة الاولى التي اختلف فيها معك لكن لاباس اكيد فالاختلاف لايغير من المودة شيئا.
محبتي لك
جوتيار