صوتك هذا الصباح، بعد عاصفة الأمس الهوجاء الرعناء ، أتى كريح الصبا ، هبت مشتاقة ..تواقة .. ندية..شجية..عذبة كلحن سماوي يتمشى بين الكواكب ة الأجرام السماوية و يسمعه أهلها فينتشون من جماله.
صوتك هذا الصباح ، أنشودة سرية اعتنقتها العصافير ، تداولتها فيما بينها كطقس مقدس ، نشرتها غناءا و زقزقة
تناقلتها الأشجار بحفيف أوراقها و الأزهار بعبيرها الفواح
صوتك هذا الصباح ملأ قلبي باشتياق بلهفة ، بعشق كبير
صوتك هذا الصباح،حملني إلى حيث أنت ، ارتقيت السحاب الرقيق و نمت في عيون الغيم حتى عندك وصلت
كان في يدي غصن أخضر كما تحب أنت
في يدي فلة دمشقية كما تهوى أنت
في يدي ياسمينة بيضاء كما أنا
زرعتها على بابك ...و أودعتها في ضفة القلب اليسرى
صوتك هذا الصباح اسكنني ذهول المدن النائمة ...أدخلني الحارات العتيقة المنسية حيث وقفت تحت مشربية دارنا ....حادثتني و أبكيتني لؤلؤا و درا منثورا
صوتك هذا الصباح؟
يا لصوتك هذا الصباح!
كم أطال من ذبالة شمعتي ، كم سيّج بالورد نهاري، كم غذى بالحب روحي ..، كم أهداني ضفاف العالم و أنهارها
صوتك هذا الصباح؟
يا أنت !
ما أجمل صوتك هذا الصباح!