|
1. نطقَ المُهنّدُ إذ ترومُ مقالا |
وبمتنهِ برقُ المنون تلالا |
2. نطقَ الصفيحُ لدى الوغى ومدادُهُ |
قان ٍ تثدّقَ بل همى وانهالَ |
3. مغّ البليغُ عن الكلام إزاءهُ |
والشعرُ خرّ أمامه إجلالا |
4. في حدّه لغة الجلاد تسطـّرتْ |
كي تنذرَ الأوغادَ منه سجالا |
5. فالكيلُ جاوزَ حدَّهُ هَرْقُ الدّما |
فغدا الصقيلُ يُطفـّفُ الأكيالا |
6. أبني يهودَ ومَنْ تجحّرَ خلفهمْ |
نحنُ الردى جئنا لكمْ أجيالا |
7. نحنُ الجيادُ القادحاتُ وفي الوغى |
شمّ الأنوف تخالهنّ جبالا |
8. عضبٌ كساهُ الموتُ أحمرُ ثوبُهُ |
بين الرّقاب تراهُ ضلّ ضلالا |
9. سيفٌ تحلـّلَ مِن دِثار الجـِبس في |
زمن التخاذل بالهراش تعالى |
10. مقّ المقانبَ لليهودِ بحدّهِ |
ملـَعَ الجلودَ ومزّقَ الأوصالَ |
11. هذا حسامٌ قد تجرّدَ بالفلا |
في طـُرّتـَيْهِ ترى دماً شلاّلا |
12. ولقوم صُهيونَ الطغام ِ مقالُهُ |
دوّى ومِن عور الفصاحة قالَ |
13. أعلنتـُها حرباً أكولاً كالرحى |
هَرَسَتْ حشوداً تحتها وثِفالا |
14. فقد استباحوا في المحارم طهْرَها |
بلْ صارَ عندهمُ الحرامُ حلالا |
15. فالمسجدُ الأقصى يئنّ أذانُهُ |
والسورُ عجّ أيا "صلاحُ" تعالَ |
16. وأدُوا الحبيبة َ كفـّنوها عارَهمْ |
ومِن الرموس تفنّنوا الأشكالَ |
17. نأشوا بعِرض نسائنا وبناتِنا |
بالإغتصاب تفنّنوا الأشكالَ |
18. فتـَكوا وليداً آمِناً في رحم أمْ |
مٍ لمْ يذقْ طعمَ الحياةِ محالا |
19. غسَقتْ دماءٌ مِن ثنايا خافق ٍ |
غضٍّ تجرّعَ للرزاز فسالَ |
20. رمضانُ جاءَ وطِفلة ً في أهلها |
عاشتْ,ولكنْ ما رأتْ شوّالا |
21. شيخٌ يُعمّرُ في السّجون مؤبّداً |
يتشرّبُ الإذعانَ والإذلالَ |
22. وشبابُنا وشبابُنا وشبابُنا |
ماتوا فأذكوا في الأنام نِضالا |
23. رضعوا الشهادة والشهامة في الصِّبا |
حتى غدَوا بين الرجال رجالا |
24. همْ كالليوثِ الضارياتِ وحيثما |
تشتدّ لأواءٌ,يُرَوا أشبالا |
25. همْ كالعواصفِ قاصِفاتٌ للعِدا |
سَهَجَتْ وباتتْ في الوغى زلزالا |
26. وهُمُ الرماحُ تقادَحَتْ تحمي الحِمى |
رَصَعوا فكانوا للغزاةِ نِبالا |
27. سُمّ ذؤافٌ في بريق رصاصهمْ |
دَمّ الجيوشَ أذاقهنّ وَبَالا |
28. "محمودُ" صاغ المجدَ فينا لمْ يَهَبْ |
لغِرارهمْ لمْعاً,مضى مُختالا |
29. هُوَ للبطولة والكرامة صيقلٌ |
حدّ,و"هاني" كان منه مُلالا |
30. "إيّادُ" "طاهرُ" كالغضنفر كاشِراً |
يفري يميناً منهمُ وشِمالا |
31. دكـّوا الجحافلَ لا رئاءً للورى |
لمْ يبتغوا عرشاً ولا أموالا |
32. لكنّما عشقُ الشهادة غاية ٌ |
تـُرجى وباتتْ للعظام سؤالا |
33. أبني يهودَ ومَنْ تجحّرَ خلفهمْ |
نحنُ الردى جئنا لكمْ أجيالا |
34. رجّ الرصاصُ كبضّةٍ مُرمورةٍ |
في ظلمة الهيجاء صارَ هِلالا |
35. شُحِذتْ ذخائرُنا بكلّ مضاضةٍ |
وقذائفٍ مِن حقدنا تتوالى |
36. "محمودُ" فينا لمْ يمتْ ففعاله |
نقـْشٌ بصخر ٍ قد غدا تمثالا |
37. لا تحسبوا أنّ المنونَ نهابُهُ |
لا بلْ يهابُ سليلـَنا إنْ جالَ |
38. بلْ لا تخالوا أنْ نذود لنا الكرى |
رَهْباً بأنْ أورى الكلابُ قتالا |
39. لا والعزيز الحقّ إنا جندُهُ |
سنريكمُ مِن بطشنا الأهوالَ |
40. عَبـِدَ الأسودُ على الجراذ فويلهمْ |
تلك القبورُ لهنّ صرنَ مآلا |
41. نعَقَ الغرابُ وبالحِمام نعيقـُهُ |
غنّى التشاؤمَ فيهمُ موّالا |
42. يا أيّها الإجفيلُ حَسْبُكَ إننا |
جئنا على ميعادنا أبطالا |
43. جئنا خيولاً كي ندوسَ بحافر ٍ |
زيفاً بناهُ الواهمون وزالَ |
44. من "وعْد بلفورَ" الحقيرِ أتيتمُ |
عودوا فأرضي تكرهُ الأرذالَ |
45. من "وعْد بلفورَ" السفيهِ قدمتمُ |
عودوا فأرضي تنقمُ الأنذالَ |
46. عودوا وفرّوا القهْقرى لا ترجعوا |
إلاّ فعَلتمْ فاحذروا القتـّالَ |
47. عودوا فما اسطاعَ الطِوالُ جلادَنا |
أنّى وأنتمْ سيفكمْ ما طالَ |
48. مهْما علـَوتَ ابنَ البقيع فدوننا |
فلقدْ سَمَونا في الفضا أميالا |
49. واللهُ أكبرُ فوق جُلّ عظيمةٍ |
واللهُ ربّ العرْش جلّ جلالا |
50. واللهُ أوعَدَكمْ وحقّ وعيدُهُ |
لـَكـَما توعّدَ أعوراً دجّالا |
51. أبني يهودَ ومَنْ تجحّرَ خلفهمْ |
نحنُ الردى جئنا لكمْ أجيالا |
52. جفأ الصويقلُ فاحذروا شرّاً لهُ |
إي واحذروا للصارم استبسالا |
53. لا تعجلوا كفـّاً تطولُ جذورَكمْ |
تـُردي اليهودَ وتصنعُ الأبطالَ |
54. يشوي الوجوهَ سعيرُها وحميمُها |
جمرٌ يُشعّلُ في الورى إشعالا |
55. إي والعظيم فلا تخالوا وهمَكمْ |
باق ٍ,فربّي لنْ يُطيلَ الحالَ |
56. كمْ مِن قرون ٍ غابراتٍ أمْهـِلوا |
واللهُ أمْهلَ عَسْفـَهمْ إمهالا |
57. فرعونُ قالَ أنا الإلهُ فشيّدوا |
صرْحاً لكي أطأ السماءَ وحالا |
58. لكنّ ربّ العرش قالَ لصرحهِ |
مِلْ تحتَ ربّكَ يا بناءُ فمالَ |
59. ثمّ العزيزُ قضى أنْ ارجعْ هامداً |
فهَوى البناءُ المُشمخرّ وزالَ |
60. هامانُ قد بَهَرَ الأنامَ بمالِهِ |
جَمَعَ الكنوزَ وعدّدَ الأموالَ |
61. وتطاولَ العبْدُ الفقيرُ بمالِهِ |
خالَ الوزيرُ وليتهُ ما خالَ |
62. خالَ الزمانَ يدومُ لكنْ ما وعى |
أنّ الزمانَ يُقلـّبُ الأحوالَ |
63. فلتأخذوا عِظة ً وإلاّ فارقبُوا |
يوماً بهِ ودقُ النوازل هالَ |
64. أبني يهودَ ومَنْ تجحّرَ خلفهمْ |
نحنُ الردى جئنا لكمْ أجيالا |
65. لكنّما بعضُ الصّغار يلفـّنا |
لا بلْ يُدثـّرُ ثلـّة ً أرذالا |
66. فإلى بلاد العُرْب هاكمْ حُلـّة ً |
وخذوا الحِسانَ وزينة ً وجَمالا |
67. ولتشربوا راحاً كميتاً مُسكِراً |
عذباً حراماً ساحراً دجّالا |
68. ولترشفوا كأسَ المنون مُعتـّقاً |
ماءً تعكـّرَ كانَ قبْلُ زلالا |
69. ولتهْجروا زمنَ الصلاةِ وتتركوا |
ديناً,وقوموا للصلاةِ كـُسالى |
70. ولتسمعوا صوتَ الغواني في الهوى |
ولتخلقوا عُهْراً سنينَ طِوالا |
71. "هيفا" و"دانا" قد شدَونَ فهيّؤوا |
أذناً لتسمعَ في المجون مقالا |
72. "ميسا" و"شمسٌ" ثمّ "يارا" واصبروا |
فغداً نبثّ على الهواء "نوالا" |
73. في ليلة القدْر العظيمة أطرقوا |
أذنا لتسمعَ "وائلَ" المُختالَ |
74. بلْ واسمعوا شعراً حقيراً تافهاً |
مِن فيه "كاظمَ" واحفظوا الأقوالَ |
75. إي وانظروا "فيفي" تهزّ بجسمها |
بلْ وارقبُوا خصْراً لها ميّالا |
76. جنّ الظلامُ على العقول مُحندِساً |
والعُهْرُ أغواهمْ وبثّ ضلالا |
77. تبّاً لهمْ تباً لهم تباً لهمْ |
تباً وتباً فوقهمْ تتوالى |
78. سَخمَ العزيزُ وجوهَهمْ في قبحها |
وأهانَ منهمْ أرعناً يتعالى |
79. أنّى نزارُ بشعرهِ يعلو على |
دين ِ الحنيفِ وتسمعوا ما قالَ |
80. "فاللهُ أرسلني إليكِ" يقولـُها |
ماذا يرومُ مِن الضلال منالا |
81. أنصتْ نزارُ فإنّ شعركَ مُدنـَفٌ |
واسمعَ كلاماً موجزاً قوّالا |
82. فأنا ربيعُ إزاءَ نظمكَ واقفٌ |
لكنني لا أستطيبُ مقالا |
83. فاكسعْ كلامَكَ واستمعْ لنفائسي |
رَ مُعلـّقاتٍ للأنام طِوالا |
84. إني جمعتُ مِن الجمان خزائناً |
وزرعتـُهُ في ريشتي أشتالا |
85. فنَمتْ لآلئُ مِن ثنايا تربتي |
صبحاً مساءً أورقتْ آصالا |
86. مهما أردتَ مِن البيان بقبضتي |
شعري غدا للطامحين مِثالا |
87. فخراً ترومُ فهاكَ فخراً إنني |
أنا مِصطعٌ لا أُفهـِمُ الجُهّالَ |
88. "عندي البديعُ من البيان ولؤلؤٌ" |
ولقد نثرتُ الدرّ منه رمالا |
89. "فأنا ربيعٌ للقصائد حاكمٌ" |
غرباً وشرقاً قبلة ً وشمالا |
90. "لا تحسبنّ بأنّ عمري ناقصٌ |
بلْ تمّ كي أستفحلَ استفحالا |
91. حرْباً بغيتَ فهاكَ شعراً صارماً |
عضباً تراقصَ في السماء وصالَ |
92. إنّ الخريدة في يدي مصقولة ٌ |
مشحوذة ٌ يا هلْ تطيقُ نِزالا |
93. في جعبتي أسَلٌ تنهّشُ لحمَكمْ |
فانظرْ رماحاً في يدي ونِصالا |
94. غزلاً تحبّ فهاكَ قصّة هائم ٍ |
كلفٍ أصابَ مِن العذابِ عضالا |
95. "رحلتْ فقلتُ أتصرمينَ ربوعَنا" |
مِن بعد أن جَنِبَ الفؤادُ ومالَ |
96. "هجرتْ فؤادي ألهبتْ فيّ الجوى" |
قطعتْ لقلبي بالرحيل وِصالا |
97. مدحاً هجاءً ثمّ وصفاً قلتـُها |
فالغفْ ترى عندي القصيدَ خيالا |
98. أوَ هلْ تريدُ قصيدة ً في قدسنا |
أرضٌ تذوقُ الكيدَ والأغلالَ |
99. هذي فلسطين الحبيبة ناشدتْ |
ربّاً رحيماً أنْ يُديلَ الحالَ |
100. سَجْنٌ وتشريدٌ وقتلُ عروسةٍ |
مِن بعد أنْ صنعَ العريسُ حِجالا |
101. جيشٌ طغى في جوف قلبي جائرٌ |
قتلَ الكبارَ وهتـّكَ الأطفالَ |
102. تالله قد جفـّتْ عيوني عنوة ً |
رباهُ أدعو للطغام زوالا |
103. سَحَلوا بيوتاً بعد حين ٍ أقفرتْ |
وبَنوا على أنقاضها تمثالا |
104. تمثالَ "بوشٍّ" أو "لشارونَ" الذي |
ظنّ الرذائلَ عزّة ً وجلالا |
105. لكنّما غضبُ القدير مُقدّرٌ |
في اللوح خطّ الخالقُ الآجالَ |
106. قسماً سينتصرُ المنونُ بسيفنا |
ويفرّ صهيونُ الحقيرُ وِجالا |
107. تالله أقسمُ سوف نسحقُ جمعَهمْ |
ولسوف نـُحدِثُ تحتهمْ زلزالا |
108. ولسوف نشدخُ ظهرَهمْ وملائكٌ |
معنا تخوضُ معاركاً وسِجالا |
109. فلبعد إحدى بعد عشر ٍ آية ٌ |
واقرأ كتابَ الله و"الأنفالَ" |
110. واسمعْ قصيداً مُنذِراً مُستبشراً |
"نحنُ الردى جئنا لكمْ أجيالا |