هما
حرٌّ وعرق ، وسرابٌ يرقص في الأفق ، هناك على ضفة الدنيا اليسرى ، غيمة وبرق يصّعادان خيوط قوس قزح . وتعثر الأقدام في لجج القلق ، فيمضي بهما المسير على المنتهى في شوق تضج به الضلوع وتختنق ، ويختلط الحلم بالدمع والحنين، بذلك الوهم في ظلمات الصدر يأتلق ..
هي : قل .
هو : وهل من قول يقال .. ؟
هي : ألا نلقي العصا ؟
هو : لنفعل ،، والهوى عن الفعل محدود .
هي : إيه ، حرّ الشمس يغلي له دمي .
هو : ألا تكفين ؟! فقد جفّ من شكواك فمي .
هي : ألا يحق السؤال ، متى نصل ؟ ألا يلوح يمين الدنيا ؟؟
هو : لم تتعجلين النهاية ؟ في الوصول تبيض عيوننا الأربعة ، ويقع الشعر ، ويرتخي الجلد ، لا وصول إلا إلى قلب الأرض .
وتجلس إلى كاهله ، تعبث يداها بحبات التراب ، كثيرة هي ، إبر تغرز في الجلد تباريح العذاب ، سألته مرة : ألا نخصب فننجب ؟ فرد عليها ممتقع القول : جفَّفَ الحرُّ خصوبة الحياة في آدم ، وحواء تستجدي الجدب ماء . يا لك من حواء !
مدّ بصره فطال واستطال . لامس ملح البحر هناك ،، فانتفض يغوص في الرمل اللهيب :
هو : هيا ننهض ، هيا نواصل المسير .
هي : لماّ نستقر .
هو : احذري السكينة ، هل اشتقت إلى دود القبور ؟
هي : قد هدني المسير فارحم هزالي .
هو : المسير كالنَّفَس ، إذا توقف وقف .. هيا يا حواء .