الرشيدي..الرائع..
اثارني قبل كل شيء العنوان..اعادني الى نص لي قديم بعنوان الصومعة اهديك في نهاية كلامي مقطع منه.. لقد اثبت هنا بأن النصوص الحقيقية لاتضع لنفسها اية عنوانين الا بعد بلورة الحالة الشعورية عند الكاتب.. اي عندما يتحول الكاتب من خالق الى متأثر..ويعد التأثير التجاوب هنا..ومن ثم اتخاذ القرار..وليس سهلا ان يعود المرء للصومعة بعد ان ذاق وبال اللقاء..وذاق شهد القرب..لقد وضعت في اسطرك القليلة هذه صورة الانسان الذي يصطدم بالواقع المر..الواقع الذي يغريه ومن ثم يخذله.
اعجبتني اللغة والتعابير المنتقاة هنا بدقة..واللمحات الوجدانية التي تنم عن قلب وجد فاراد ان يصل لكنه اصطدم بواقع مرّ..زاده شقاء..وزاده ألم.. حواريتك الذاتية هذه تنبش فينا الاعماق..وتنم عن مواقف ربما لست وحدك من مر ويمر بها..انها بلاشك تضيفك الى قائمة الكثيرين ممن خذلتهم الارواح اليت كانت هي في ظنهم ملاذ ومأوى..كم لاسمت الوجع في اتون النص..وكأني بقلبك يتفطر وجعاً وألما وهو يسطر هذه الكلمات.. وصدقا ايها العبق..تلك الحياة بوجهها الحقيقي..وتلك هي الرؤى بوضح النهار..ولااعلم ماذا عساني اسطر هنا..هل اقول لك اليأس حل.. والهرب حل..والصومع اجدى..أم اقول لك بأنها الحياة رغم تعاستها لاتخلق في الوجود وجها واحداً يملكنا..انما طالما هي سائرة نسير عليها وفيها.. ولنا في الامر أن نكون نحن كما نريد ان نكون..وليس كما رمتنا الاقدار.
دمت بألق..
واليك هذا المقطع..من قصيدة لي بعنوان الصومعة..
وأظنك تتذكرين يوم اقتحامك
لصومعتي .. حيث ظننتِ مع الآلهة
بأن من يسكنها .. قديس ، نبي
قد تآكلت جدران صومعته ،
وتناثرت كل رغباته مع الغبار
المتراكم فوق رفوف كتبه ..
وقدماه قد تشققت من كثر ركوعه ،
وعيناه باتت ككهفٍ مظلم ممتلئ بالدم ,
نعم سيدتي هكذا ظننتم ..
عذرا انها طويلة...
لك مني كل المحبة
جوتيار