قرأت لأخي وصديقي الدكتور حسان قصيدة جديدة فجر هذا اليوم عنوانها ( حمفولة ) ربما لم يُتَنبه لها ،
علما بأنه سيسافر غدا مصحوبا بالسلامة - إن شاء الله - فكانت هذه الكلمات :
*****
أخي الكريم وصديقي الوفي - بهذه الكلمات قدمتني إلى هذه الواحة العناء ، ثم طال غيابك -
وها أنت ستسافر غدا إلى أرض الكنانة ، فأبيتَ إلا أن تطل على أحبة لك طالما حدثتَني عنهم ـ فوجدتُهم كما
وصفتَهم لي ...
أهذا هو العزاء منك أبا محمد على فراق سيوجعني ، من سيطل علي بين الحين والآخر يتفقدني ...
أتراني خذلته حين قدمتني أم لم ألحق به ملاما ..
أيها العالم الأزهري الجليل الحافظ لكتاب ربه تالله لم تر عيني أشد تواضعا منك ، وما أحسب أن أحدا في
هذه الواحة إلا صدَّرتَ خطابك له بهذه الكلمة :أستاذي ، حتى أنا قلتها لي ، ووالله لو أني أُلِمُّ ببعض ما تَعلم
لشمخت بأنفي كما يفعل الكثيرون ..
أبا محمد ها هي ذي الواحة مطرقة ( في قبضة الصمت ) تشيعك إلى مشارفها الـ( خطوات متعثرة )
والعيون دامعة : ( يا رب ) ( رحيل عائد ) ( عودة الحياة ) .
أبا محمد سيكون موعدنا ( رمضانيات ) ( ليس اقتراحا بل رجاء ) بل هو ( طلب ملح ) ( خشية محب ) من
طول ( الانتظار ) .
يا خادم الفصيح ورب البيان قصائدك ( امرأة راقية ) ، ( وترنيمة دائمة ) ، و ( نور وعطر ) من يملك
( كلمة السر غيرك ) ؟ ومن ( الأسبق ) يا شاعر ( الألفبائية ) ؟ ألست القائل : ( هل من مشتر ) !
( مواجهة بلا أسلحة ) وإنما ( دعوة إلى التسامح ) .
( وددت لو أني لم أكتب ) ولكن رأيتك تضع ( الحمفولة ) سحورا ، فكانت لي فطورا ..
أي قلب بين جوانحك ! طال غيابك ، فشُغلنا عنك ، فما عتبتَ حين أتيتَ ، وتأببتَ للسفر ، فما استدريتَ دمعا
أردتَ الفراق بسمة ، فاستحالت ( الحمفولة ) غصة ، فـ ( يا صاحبي رفقا ) ما الوداع إلا ( صداع مزمن )
والله كأني ( أقف على قبر عبير ) .