|
ضاق المدى فاستفاق الضيق و الألم ُ |
وساند اليأس فانحازت لــــه الأممُ |
وضاقت الأرض والبلـــوى تُضيّقها |
على فؤادي... فمــــاذا يكتب القلمُ |
ُمواجع كلها تمشي علــــى وجعي |
لكـــــي يُخيّم فـــــي بيدائه الورم ُ |
وحرقة في مســافات الجراح نمت |
فراح يُخمدهــــا الإرهاق و السقمُ |
تمازج الحرف والأشواق فانفتحت |
له مدائن من ماتوا ومن ظـُـلموا |
حملتُ أمواج حزني وهْي هائجة |
فموجة تعتلي فوقــــــــي وتنهدمُ |
وموجة في بحـــار القلب سابحة |
تهاجم الموج والأحــــــزان تلتطمُ |
وموجــــــة تترك الأمواج هاربة |
كأنمــــــا أدركت أنــــي سأنفصمُ |
تلبدّ الأفـــــــــق بالآلام واجتمعت |
سحائب الجرح فاجتاح السماء دمُ |
مواطني كلها نـــــامت على لهب ٍ |
وأمّتي كلهـــــا أودى بهـــا الهرمُ |
وهذه لوعة الأوطـــــــان تسكنني |
والشعر يسكن في طيّاتــــــه الألم ُ |
وهذه كلمـــــــــــاتي تستبيح فمي |
لها الشعور ولي الإعياء والعدم ُ |
تطـــــاير الموت وامتدّت حبائله |
إلى البيـــــوت مع الأكباد تلتحمُ |
شوارع القدس تبكـــي كل ثانية |
لما ترامت علــى جدرانها الظلمُ |
وخوذة القرد في الأنحـــاء عابرة |
وملّة الكفر في الأجــــواء تبتسمُ |
والقدس ما زال في أحضان لوعتها |
طفل تُمزقه أحقادُ مــــــن ظلموا |
وأمة العرب مــــا زالت ضمائرها |
تستورد الخــــوف والإقدامُ ينعدمُ |
وتحفة الدهــــر بغداد التي ركبت |
سفائن المجد يُبلــــي مجدها قزمُ |
يعيد في كــــــل بيت كربلاء ولم |
تسلم من الذبح أعرابٌ ولا عجم ُ |
نخل العراق تعرّى مــــن نضارته |
فصار نخلا بـــــه النيران تضطرمُ |
ووجه بابـــــــل مصفرّ تُطــــارده |
قنابل الحقد ..والأوجــــاعُ والحممُ |
هذي الجراحات فوق الجمر تحملني |
ويحمل الشعرَ من أوراقـــه السأمُ |
أكلّمـــــا نمتُ في أحضـان عاشقةٍ |
يُفجر الشمــــلَ مجنـــــون ومنتقمُ |
وكلمـــــا كرر التاريـــــــــخ لعبته |
تُلاعب العرب فـــــي أحداثـــه نقمُ |
يا قلب فاندمْ على ما فات من زمن ٍ |
وهل يعيــــــــد إليـــك العزّة النّدم ُ؟ |
تبكي الشهامـــــة والأمجاد راحلة |
وتسدل الدمع من هجرانها الشيمُ |
هذي حيــــــاةٌ رياح الغدر تسكنها |
فـــي كــــــل منعطف جان ٍ ومتّهمُ |
فــي كـــل نفس جراح لا تسالمها |
فكيف يبرأ جرح والنفـــــوس دمُ |
وكيف أهرب مـــن خزي يُطاردنا |
ووجهه في بقــــاع الأرض يرتسمُ |
بني أميّة مـــــــــا زالت معاركهم |
تردد الشعر كــــــي تحيا به الهمم ُ |
ولم تزل صرخـــة الحجّاج صارخة |
في كل حي وأهل الحي مـــــــا فهموا |
جيش الطواويس مات الجيش من زمن ٍ |
فمن يُقـــــــــاتل والأبطالُ ما سلموا |
ومن يُعيد إلـــــــــى أرضي بكارتها |
وقد تناوب في أحضـــــــانها العجمُ |
يا ويلتاه ومــــا في الأرض من عمرٍ |
وليس في جفنــــــات الحكم معتصمُ |
هذازمان به الأحقاد حاكمة |
وفي رباه نمــــــــى التعذيب الألمُ |