|
وجن عليّ الليل والليل حالكٌ |
بمنعرج فيه الهموم نوازلُ |
ليَ الويل من ضيق الصدور ونفثها |
تعاند روحا ، والشكاية زاملُ |
على القلب تجثو تستكنُّ بحرِّها |
فتصعد للعينين منها القلاقلُ |
تظل بثقل الوقت تنظر علها |
تُزَجَّى بشر الحمل منها الحواملُ |
فإن يك في القلب العليل تولهت |
هموم تغلُّ النفس منها الغوائل |
فيا أيها الموت الجليل تجلّيَنْ |
ويا قبري الموصود أين المعاول؟ |
فما عاد في ذوق الحياة تشوّقٌ |
وما عاد للأفراح تحدو الزواجلُ |
وغاب الذي كان الوعود تُجِنُّهُ |
ومات الذي في الفكر يرجوه خاملُ |
وصد صدود الذاهلين أحبةٌ |
وغامت بلا أمن ، تشدّ الرواحلُ |
وشتَّتْ كتشتيت الغواية صحبةٌ |
وزاد بهجر في الضلالة عاجلُ |
ومات بعيني كل أبيض فاتنٍ |
وصار بتنعاب الغراب يُقابَلُ |
وتذبل في دربي وريدة عاشقٍ |
وتضحي كأن السيف فيها يداولُ |
وإنيَ قد شارفت من بعد أربع |
ثلاثين عاما بالجراح أباهلُ |
وإنيَ ما عشتُ العُمَيْرَ حقيقة |
ويمضي شقاء شاحبا يتآكلُ |
ففي كل عام تشرق الشمس أرتجي |
خلاصا لهمي ، بالسعادة آملُ |
ولكنْ أرى دهري يعيد سلاحه |
سيوفا بحد الشفرتين يقاتلُ |
فيقتل آمالي وأمضي كما أنا |
غريب سقيم للحياة أجاملُ |
وإنيَ لا أشكو لفقر وحاجة |
وعاهة أجساد بها أتمايلُ |
ولكنْ لراحة بال قد سلبت سلامها |
فأغدو صريعا بالهداية جاهلُ |
فكيف لروحي أن تنام بليلها |
وسهم الليالي نحو قلبي يناضلُ |
تنام عيون الساهرين وأمتطي |
نجوما بليلي للسحور أغازلُ |
وأصحو وفي أذني رعود وجلبةٌ |
أخامر أصواتا ، تزن المراجلُ |
وإني أخاف الليل والليل مزعجٌ |
يحيط بركبٍ للسآمة ناهلُ |
أحاول أن أبكي أفرّج كربتي |
فتأبى دموع العين، فيّ بواخلُ |
ويُشقي فؤادي صِبية وصبيةٌ |
ضعاف يدانون الحياة غوافلُ |
فلم أتركِ الأحلام تجري بفكرهمْ |
فأشقيتهم بالبؤس ، والفرح غائلُ |
فهل يا ترى كانوا ضحية عيشتي |
أجرهم إلهي ، والشر بالجد بازلُ |
وجنبْ إلهي صبيتي وصبيّتي |
لئاما لهم في الناجذَيْن مقاتلُ |
ووسع إلهي صدرهم بمعيشةٍ |
وراحة بال لا شقاءٌ يثاقلُ |
ومتّعْ إلهي بالسعادة جمعهمْ |
ينامون جذلى ، في الهدوء أوائلُ |
فإني دعوت الله أطلب عونه |
بتفريج كرب النفس ، والنفس تأملُ |
أغثني إلهي يا عليم بحالتي |
شقيت بعمري الذي هو ثاكلُ |
فيا ربي إن الهمَّ بعض أحبتي |
فهلا تُهَرَّبُ بعضَ وقتٍ ، تماطلُ |
أسلّمُ روحي للرحيم لعلني |
أشفى وأرضى والحتوف نواهلُ |