|
أَلَا يَا صَوْتَها الخُمْرِيِّ مَهْلَا |
وَ سِرْ فِي مَسْمَعِي رَيْثًا وَ حَجْلَا |
فَلَيْسَ لِوَشْوَشَاتِكَ صِنْوُ حَرْفٍ |
وَ لَا أَنْدَى - هَوَايَ - وَ لَيْسَ أَحْلَى |
وَ لَوْلَا بَاقِيَاتٌ مِنْكَ أجَّتْ |
دَمِيْ شِعْرًا - حَبِيْبِي - مِتُّ , لَوْلَا |
وَ أَعْجَبُ مِنْكَ مَا رُوِّيْتُ وَحْيًا |
وَ أَعْسَرُ مِنْكَ , مَا غَنَّيْتُ سَهْلَا |
وَ أَبْلَغُ مِنْ فَصِيْحِكَ مَا غَزَانِي |
وَ لَا جَرَّبْتُ أَمْضَى مِنْهُ نَصْلَا |
وَ لُغْزٌ فِيْكَ أَرَّقَ أُمْنِيَاتِي |
وَ مَسْأَلَةٌ عُضَالٌ , لَنْ تُحَلَّا |
وَ كَوْكَبُكَ الجَمِيْلُ - سَدِيْمَ طُهْرِي - |
تَكَوَّرَ فِي مَدَارِي , وَ اسْتَحَلَّا |
هُنا يَا صَوتَها أُعْلِيْكَ عَرْشًا |
فَأَنْتَ مَلِيْكُهُ , وَ لَأَنْتَ أَوْلَى |
يُعَانِقُنِي سَنَاءُ النُّورِ , صَوْتٌ |
وَ يَسْبِيْنِي دَمِيْ وَ يَشلُّ عَقْلَا |
وَ هَمْسٌ مُوْغِلُ الِإحْسَاسِ , نَجْوَى |
وَ كَرْمٌ مِنْ يَوَاقِيْتٍ تُدَلَّى |
عَنَاقِيْدٌ مِنَ الَألْوَانِ , طَيْفٌ |
مُحَلَّاةٌ , تُنَدِّي الرُّوْحَ بَلَّا |
فَتَسْقِيْنِي سُلَافًا مِنْ رِضَابٍ |
وَ تَنْثُرُ مُهْجَتِي نَارًا وَ فُلَّا |
أَلَا يَا نَبْرَةً تَجْتَاحُ سَمْعِي |
أَلَا أَهْلًا , جُنُونَ الشِّعْرِ , أَهْلَا |
وَ أَهْلًا يَا دَوَالِيْها , تَعَالَيْ |
بِفَيْءِ الحَرْفِ , فِي الرَّمْضَاءِ ظِلَّا |
لَعَلَّكَ صَوتَها السِّحْرِيِّ تُهْمِي |
فَتَرْوِي خَافِقِي ضَمًّا , لَعَلَّا |
فَتُنْبِتُ لَيْلَكَاتُ الحُبِّ حَوْلِي |
وَ تَزْرَعُنِي بِوَرْدِ العِشْقِ حَقْلَا |
فَزَهِّرْ فِي فُؤَادِي أُقْحُوَانًا |
وَ كَلِّلْ قَافِيَاتِ الشِّعْرِ طَلَّا |
تُرَدِّدُهُ شِفَاهِي أُغْنِيَاتٍ |
وَ تَنْعُمُ فِيْهِ تَغْرِيدًا وَ قَوْلَا |
زَبَرْجدُهُ يُداعِبُنِي اِئْتِلَاقًا |
وَ يُلْقِي صَمْتُهُ فِي النَّفْسِ هَوْلَا |
وَ أَحْسَبُنِي خَبِيْرًا غَيْرَ أَنِّي |
بِضَوْءِ شِهَابِهِ , قَدْ زِدْتُ جَهْلَا |
وَ كَمْ تَابَتْ كُؤُوسُ هَوَايَ لَكِنْ |
ثَملْتُ بِهَمْسِهِ المَبْحُوحِ ثَمْلَا |
مُحِيْطٌ كَمْ يُجَرْجِرُنِي لِقَاعٍ |
عَمِيْقٍ خِلْتُهُ - غَفَلَانَ - ضَحْلَا |
يُعَذِّبُنِي إِذَا مَا صَدَّ عَنِّي |
وَ يَبْزِلُ قَلْبِيَ الوَلْهَانَ بَزْلَا |
إِذا يَرْضَى فَأَكْرَمُ مِنْ غَمَامٍ |
وَ إِنْ نَفَطَتْ عُرَاهُ ازْدَادَ بَذْلَا |
وَ يُحْيِيْنِي إِذَا مَا اهْتَزَّ ضِحْكًا |
وَ إِذْ يَبْكِي , فَكَمْ أَخْشَاهُ قَتْلَا |
وَ طِفْلٌ قَدْ يُنَاغِي فِيَّ حُلْمًا |
أَلَا يَا لَيْتَنِي أُبْقِيْتُ طِفْلَا |
تَجَلَّى مِنْ حَنَايَاهُ اخْضِرَارٌ |
فَأَوْرَقَ خَافِقِي إِذْ بَاتَ كَهْلَا |
فَهَذَا صَوتُها المَمْزُوجُ عِطْرًا |
يُعانِقُ نَشْوَتِي تِيْهًا وَ طَوْلَا |
فَصَوْمِيْ عَنْهُ مَا أَغْنَى حَيَاتِي |
وَ لَا بِالزُّهْدِ إِيْمَانِي تَجَلَّى |
فَخُذْ يَا صَوْتَها مِنِّي شِغَافًا |
وَ بَلِّغْها بِشَوْقٍ سَاحَ ثُكْلَا |
وَ أَنِّيْ أَفْتَدِيها , نَبْضُ قَلْبِي |
إِذَا أَمَرَتْهُ , طَوْعًا قَامَ صَلَّى |
فَلَا وَ اللهِ مَا أُغْرِيْتُ ظُلْمًا |
وَ كَلَّا , مَا غَوَيْتُ - الَآنَ - كَلَّا |