إلى أولئك الصبيةِ الذين يموتون في الحياة ويحيون بين التبغِ والغراءْ :
يا ولدي قدْ ماتَ الفجرْ
وتفتّقَ شريانُ الزهرْ
وتسكّعَ ليلُ التخميرْ
فتوالتْ أذيالُ التيهِ يلاحقُها حزنُ الأنفاسْ
يتربّعُ نزوُ الشيطانْ
عينيكَ فتغدو السلطانْ
وعبيدُكَ أهٍ لعبيدكَ
أطفالٌ تشهقُ لذّاتٍ في جوفِ الصدرِ المدمورْ
منْ قطعةِ تبغٍ مخمورْ
وغراءٍ يُلصقُ لفتاتِ العينينِ بصمتِ الجمهورْ
ضيّعتَ العمرْ
وبلعتَ الجمرْ
أحشاؤكَ تحشوها النارْ
وخيالكَ شهبٌ وبخارْ
والدربُ المُسلكُ مبتورْ
فلماذا يخذلك النورْ
****
أعصرْها نحوَ الأرياحْ
فالكونُ براحْ
والموتُ مُتاحْ
والقبرُ تهيّئهُ قدماكَ متى ترتاحْ
يشبهك كثيرٌ يا ولدي
لا تعبأْ أنْ كنتَ مزاراً لدبيب الدودْ
أوْ كنتَ غلاماً منسياً بين الألواحْ
هيَ عهرُ الدنيا يا ولدي
الوائدُ ربُّ الموءودْ
كيْ يحيا قردٌ بشريٌّ من غير عناءْ
ويموتُ حشودُ
*******
يا ولدي أبواكَ عدمْ
عيناكَ ألمْ
فحواكَ صممْ
شفتاكَ ورمْ
مَنْ يندمُ هيهاتَ ندمْ
إنْ نادوا فالصوتُ بكمْ
أو ناجوا بالعطفِ حناناً فالحشدُ عجمْ
أغلى ما تملك يا ولدي
يهلكهُ أحلى ما تدركْ
تمتشقُ الحرمان وجوداً منفيّا
وتخمّنُ ميْتاً أمْ حيّا
لا فرقَ هنا
ما دامتَ عيناكَ ترى
في ( الكيس ) غراءْ