يا أيها الزمنُ المُغبّرُ بالترابْ
قلْ لي...
لماذا؟
أيــنَ؟
كيفَ؟
متـى؟
وكــمْ؟
بُحْ بالحقيقةِ
فالسّرابُ يُخيفني
بُحْ كيف يسلوني
الصّحابْ...
مالي أرى وجهَ المحبّةِ
شاحباً
والداءُ ليس لهُ دواءْ...
مالي أرى زمنَ الصفاءِ العذبِ
يُهلكهُ الضبابْ...
مال الدّموع تدافعتْ في الدّورِ
كي تهمي على خدّيْ
وتروي مهجتي
حقداً
ولِيداً للظلامْ...
جارَ الوفاءُ على فؤادي
ليتَ شِعري
كيفَ جارْ!!
فغدوتُ أرتشفُ المضاضة َ
كالشّمولْ...
وطفقتُ أشربُ
مِن سموم الحقد
راحْ...
ماذا فعلتُ
وما جنيتُ
أيا زمانْ...
******
يا ويلتى
أشكو الزمانَ
إلى الزمان ِ
أعاتبُ الأيّامَ لكنْ
ليس ينفعني العتابُ
أو الكلامْ...
بلْ ليس ينفعني السّكوتْ
فالصّمتُ باتَ مُحرّماً في شرعنا
وكذاكَ قولُ الحقّ باتْ...
قلبُ الخليل ذوى وماتَ
ولمْ تحالفـْهُ الحياة...
مالي أرى الشحناءَ تنهشُ لحمَهُ...
مالي أراهُ كجثـّةٍ موؤودةٍ
في رمْس عارْ...
وملائكُ الأيّام طافتْ حولهُ
قالتْ لهُ:
"اليومَ يومُ الوعْدِ فانهضْ للحسابْ"
فمضى يُتمتمُ واجفاً:
"أنا ما قتلتُ وما زنيتُ وما فعلتُ....وما فعلتْ..."
-لا....بلْ فعلتَ
وكيفَ تـُنكرُ
أنّ بغضكَ ذابحٌ
عَهْدَ الصّحابْ....