هذه الليلة تبدو السماء مرتبكة...
ونجومها تحدّثني عن ذكريات لم أعشها...
لماذا مازلت أيها النسيم تجاهد جمود أطرافي؟!
قف مكانك...
دعني أعبُرُك أنا ببرودتي...
فأحياناً ....لا نملك إلا أن نتجمّد عندما يشتدّ البرد...
ولا تُحدّث الشتاء عنّي...
لا تُذكّرْ الزمان بوجودي...
فهكذا...
أبدو حرّة....هائمة على وجهي...
والقلم ينسى نفسه..
في عالم لا أسماء فيه...
أين الأفعال إذاً؟
لازالت تجرّب التفاؤل...
فقد علمتُ أنّ الحزن قرر أن يبتسم أخيراً...
إذاً على الدنيا السلام...
* * *
أيها القمر...
صدّقني....لم أعد أحلم بك...
فأنا أخاف المرتفعات...
وجدّتي قالت لي يوماً :
( اللي بيطّلع لفوق بتنكسر رقبته )
لا تبك ِ....لا تنادي....لن أسمعك...
من الأفضل أن تتزوج نجمة من جلدتك...
فأنا لست من العائلة السماوية...
أصولي متجذّرة في الأرض...
ولا أنبتُ إلا بماء وفيء...
فلا تُخبرْ أحداً عني...
دعني أمتدّ رويداً رويداً...
علّ أغصاني تحجب الشمس...
ولكنّي أعلمُ...
أن ما من راع ٍ سيأتي...
ولن يستريح بقربي فلاح...
بل سأنتهي حطباً في موقد....في مصنع....في ريشة فنّان...
ما أجمل أن يتغنّى الجميع بفكرة وجودي
في أثناء ذبحي !!
* * *
يا شاطئ نفسي الكليلة..
أتعبتني صفعاتك على وجه حلمي...
ما أبعد كرمك عن جوعي !!
وآه من الغرق..
يمنعني الإبحار....الانتحار...
لا تُخبرْ النورس عني...
فالعودة تقتلُ الوله..
ولا تجعلْ الأفق يُبصرني...
فالمسافات تأخذني...
فلا أدري..
أذاهب أنا أم عائد !!
أم لازلت مكاني..
دعني أتوارى في السكون
لا تلحظني حركة الكون...
وعندها...
لن أعرف الشروق من الغروب
مادام كلاهما ينتهي في أعماقك...