وبنشوة تابعت قصة الكاتب غسان كنفاني ,لاأريدها أن تنتهي أبطال القصة أراهم أمامي بأحزانهم وإرادة الحياة تنجلي في نظراتهم ,صيف مضى بين الجدران ,وعيون تسرق الفرحة من نوافذ كانت دوما مشرعة على الفرح, تختفي بين زهور الربيع وتظهر مع نسيم كل صباح أتراك نسيت أنني كنت دوما في حالة انتظار؟؟
يرقص الشوق بين جوانحي حينما ألمح طيفك يزورني كل مساء فيبسم ثغره ببهاء وجمال, رحل ذاك الصيف واحتل مكانا خاصا في ذاكرتي , تعلمت منه أن لا أضيع الأوقات في اجترار الهم والأحزان وإن تكرر السؤال الحائر بداخلي :
"مسيرون أم مخيرون ؟؟".
كل هذا لا يهمني فقط أننا لربنا حامدون ومحبون, نسعى بكل قوة أن نكون له طائعون ........
كنت عاتبة على الكاتب غسان الكنفاني , أنه رسم صورة كئيبة عن ذوي الإحتياجات الخاصة كأنهم لايتقنون إلا الحزن والبكاء وفي كل مرة أخاطبه :
ها أنا والحمدلله أمرح وأفرح ولا ترتسم على محياي علامات البكاء والتدمر! المسلم لايشقى أبدا ,فهو في خير ونعمة دوما إن أصابه خير شكر, وإن أصابه شر صبر
وقد يستقر الرضى بحبه لمولاه فلماذا الحزن ؟.......
ومن أين ينبع ونحن نرتوي من النبع الصافي؟؟؟.....
لابأس أيها الأديب المتميز أحببت جدا كتاباتك حتى أدمنتها, فكانت ترافقني في حلي وترحالي وإن حصلت فقط على القليل منها ..
على بوابة الأمل كنت أراك جاثيا على ركبتيك تدعو وتبلل الثرى من دموعك الغزار,راعني أن أفارقك على أعتاب الألم وأساق رغما عني إلى مصير كنت أجهله , زادي بعض من الأذكار المأثورة والكثير من الأمل,كنت مستعدة للألم وبداخلي شعور غريب بالفرح, ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :
إذا أحب الله قوما ابتلاهم ؟هو ذاك لذا لم أكن أعبا كثيرا بمايحدث لي من متاعب والآلام, كنت و الآخرين نخطو بثبات على طريق المحبة ..
أدري أنني متعبة وذاكرتي تعج بالكثير تتسابق الحروف وتنفلت من بين يدي تتأرجح بين اللحظة وسنين مرت كالحلم
أراجع قاموسي الخاص وأجدني مازلت عاتبة على بعض الأدباء حينما يكتبون عنا يغمرون الصفحات حزنا وكآبة وكأن الحياة مستحيلة مع الإبتلاء وبطريقة خالية ينهون الحكاية بمعجزة, فإما تحيا طليقة رشيقة وإما ترحل بسلام لكن الحياة أكبر من هذا وذاك, خلقت لحكمة عظيمة وبالإبتلاء ننتعلم بعضا منها ..