المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي
حين من الزمن
اعتمدت الكاتبة على الحدث المباشر غير الممهد للدخول في صلب الحالة النصية المكثفة ، وفي نفس الوقت تنثر الكاتبة حبيبات التشويق بين تجاويف الأحداث فمسح النص بطعم المتعة ، الدافعة على المواصلة ، خلق الأزمة كان حمل في طياته نوعا من الفانتازيا ، لذلك بدت الأزمة محيرة مداعبة لفضول القارىء للوصول لمرحلة الكشف ...
لعبت الكاتبة بذكاء مجلفن بالمواربة الرمزية الاسقاطة ، التي قامت بضرب العناصر الزمانية السابقة ، بالعناصر الزمانية الحاضرة من ناحية ، ومن ناحية أخرى قامت بضرب عناصر الحرس القديم ، بعناصر الحرس الجديد الرافض لأي تدخل من فضاءات الخبرات السابقة ، حتى لو كانت هذه الخبرات هي الحل الوحيد لمشكلة راهنة ...
جاءت لعبة الشخوص كلعبة الدمى الخيطية ، حركتها الكاتبة ببراعة مفتنة غاية الروعة ، بداية من شخصية محورية مبهمة ، جزئية متمثلة في يد مغلقة ، وشخصية موازية لها واضحة متمثلة في الجراح الكبير ، وشخصيات ثانوية من الدرجة الأولى متمثلة في الطبيب القديم ، وشخصيات ثانوية من الدرجة الثانية متمثلة في شخصيات الموظفين التي نستطيع الوصول اليها بالتداعي التشخيصي لحالة المؤسسة الإدارية ....
وفي النهاية جاء السبك مخلوطا ، بتوليفة قصصية رفيعة الطراز ، بل هي من ذوات العيار الثقيل ، بنهاية مفردة ، تعود لخلفية دينية عميقة ، تعمقها الكاتبة بخلق حالة المفارقة الكشفية ..
في النهاية ، كنت أتمنى لو تخفف النقاط الفاصلة بين الجمل في بعض المواضع ، حيث انها جاءت لازمة في مواضع ، وجاءت على سبيل الزخرفة الشكلية للنص في مواضع أخرى ...
نوف ...
مرعب هذا الحين من الزمن ...
تحياتي لقلم بارع ، يسعدني كثيرا بان ينضم إلى قبيلة الأقلام القصصية ...
ودي واحترامي
محمد