|
الشعرُ طبيعٌ في صدري |
ينسابُ كشهدٍ من ثغري |
وَلَكَمْ أقدمتُ على صمتٍ |
فيُصِرُّ عَلَيَّ بأن يجري |
ويقولُ"القلبُ يضيقُ بنا |
فنسيحَ بوسعٍ في السِّفْرِ |
لا يحوينا قلبٌ خاوٍ |
خالٍ من همٍّ أو سرِّ |
أفَيحوينا القلبُ مليئاً |
بالهمِّ وعشقٍ أو قهرِ |
فلعلِّ بِسِفْرٍ منفَسَنا |
نترنَّحُ فيه على السَّطْرِ |
نتربَّصُ شخصاً يبصِرُنا |
فيحاولُ فكَّاً للسِّحْرِ" |
ما ظنِّي فيه بمُقْتَدِرٍ |
صيدَ المشويِّ من البحرِ |
لا يعني قولي إعجاماً |
بالنَّظْمِ فلستَ به تدري |
بل تدركُ مَرْمى أقوالٍ |
وتكون بأخرى في قَصْرِ |
قَلِّبْهُ يَفُحْ كالمسكِ شذاً |
إن حُرِّكَ يعبِقْ بالعِطْرِ |
فَلَعَمْري خصبٌ ليس كما |
قالوا "لا ينبتُ ذو قفر" |
فلكلِّ لُفَيْظٍ مقْصِدُهُ |
والقصدُ يُحَجَّبُ في ستْرِ |
فاكشفْ أستاري-في كَبَدٍ- |
تُبْصِرْ ما تبغي من شِعْري |
أحَسِبتَ اللؤلؤَ أصدُفَهُ |
وظننتَ سَيُلقى في الشَّفْرِ |
يتناجى الناسُ قصائدَهم |
خوفاً من عيبٍ أو كسْرِ |
وأراني أصرُخُ في وجه الدْ |
دنيا أقرضُهُ بالجَهْرِ |
فتصَفِّقُ شكراً ليراعي |
وتُقَبِّلُ قرطاساً يُغْرِي |
آهٍ للشِّعْرِ وما يجني |
نتَقَلَّبُ فيهِ على الجمْرِ |
الماءُ يُرَوِّي ظمآهُ |
والأكلُ لجائِعِهِ يُقْري |
وشَروبُ الشِّعرِ تزيدُ بِهِ |
حِوَجٌ للشِّعْرِ-أما تدري؟!- |
قالوا من أينَ أتيتَ بِهِ |
أخَطَفْتَ أميراً من قصْرِ |
أسَرَقتَ وروداً لستَ لها |
وبكتْ بيديكَ من الذُّعْرِ |
صبْراً يا قلبي في كَمَدٍ |
لا يسلمُ شهدٌ من مُرِّ |
لا أبغي الرَّحْلَ لإعناتٍ |
لا أرغِمُ حرفي بالجَوْرِ |
بل يأتي طَوعاً مختاراً |
يزهو بالنَّشرِ ومِنْ نَشْري |
يملأ دنياهُ بِهِ فخراً |
ويُعَرْبِدُ تيهاً في قدري |
الشِّعرُ حبيبي يُمْطِرُهُ |
وأنا أنميهِ إلى كُبْرِ |
وتَدومُ تعاتبني فإذا |
غَنَّيتُ انساقت بالخَفْرِ |
وتَلَذُّ بأذنٍ-لم أرَها- |
لسماعي وتميسُ بِخَصْرِ |
ويَمَلُّ الراحَ نداماها |
ويعيشُ نديمي في سُكْرِ |
هم ناموا عند دياجيرٍ |
ويَظَلُّ بِوَصْلٍ للفجرِ |
الشِّعْرُ أثيرٌ وعبيرٌ |
وسعيرٌ إن جاء بِقَسْرِ |
خيرُ الخيراتِ لِذي خيرٍ |
وخبال الشَّرِّ لِذي شَرِّ |
فَلَهُ حَدَّانِ،، فخُذْ خيراً،، |
تنجو من كفرٍ أو كفرِ |
أو دَعْهُ لِغَيْرِكَ مجتنباً |
تَبَعَ الغاوين وذا الحرِّ |
يا طيراً يمرَحُ في أفُقٍ |
طِرْ كيف هَوَيْتَ أيا طيري |
إن شئتَ غُدُوَّاً ورواحاً |
وعُلُوَّاً أو عُدْ للخَورِ |
لا تتبعْ أثَراً لِعُقابٍ |
لا تأتِ لِنَسْرٍ أو صَقْرِ |
رَفْرِفْ بجناحِكَ مؤتَلِقاً |
بسَجِيَّة عصفورٍ يجري |
واحذر صيَّاداً لا ينوي |
بالحَبِّ سِوى طُعْمٍ يُزري |
نَثَرَ الحبّاتِ على شَرَكٍ |
والماءُ تلألأ كالدُّرِّ |
لا تصْغِ لقِمرِيٍّ يشدو |
ويقول "ستخسَرُ في القَمْرِ |
أهَجَرْتَ لذائذَ حَبّاتٍ |
من فَضْلِ كريمٍ يا طيري |
ووردْتَ خِوان مُعَتَّقَةٍ |
باتت لا تسمنُ من ضُرِّ" |
صَمْتاً قِمْرِيَّ براقِشِهِ |
أنا قلبٌ يُبْصِرُ،،ذو حِجْرِ |
ضنُّوا بالخيرِ ونالونا |
بِدَواهٍ عَشْراً في عَشْرِ |
قم حيِّ نهارك يا طيري |
فقْ قَبْلَ الصُّبحِ بل الفجْرِ |
واسرِ بأنوارِكَ في ليلٍ |
ما فيهِ ضيا إن لم تَسْرِ |
عَلِّمْهُم معنى أنفسِنا |
معنى الأنهارِ من الصَّخْرِ |
عَلِّمْهُمْ تاريخاً..أدَباً.. |
فَلَكاً وحساباً بالجبرِ |
عَلِّمْهُمْ معنى أقلامٍ |
سَفَكَتْ إهراقاً من حِبْرِ |
ما أعظمَ طيري يا شاكٍ |
يغدو ويروحُ على اليُسْرِ |
صَيَّرَهُ الله بأجْنُحِهِ |
فَيَطيرُ،وتَبْقى في القَعْرِ |
فالطَّيرُ لَدَيْهِ كما تمشي |
ويَجوبُ سنينَكَ في شَهْرِ |
فابعَثْ خيراتِكَ يا رَبِّي |
لي شَطرٌ والطَّيْرُ لشَطْرِ |
وسَماءً يَطْوِي فاحفظها |
يأتيها بالظُّهْرِ وعَصْرِ |
وأراضٍ فيها مثواهُ، |
والرِّزقُ،وأهْلٌ بالوَكْرِ |