صوتٌ هنا
فلننتظرْ
ها قد أتى الشيطانُ فينا يعتذر
شاهدتُهُ
دسَّ المراوغُ بيننا منقارَهُ
فتحامَلَتْ كل الخصوم على مقابِلِ طَرْفِهِ
حتى انكسرْ
وبنصف منقارٍ يلوّحُ صارخاً:
عن كل وسواسٍ مكيدٍ " أعتذر ! "
شاهدْتُهُ
وأنا أعدٌّ مصائدى
لا يستطيع فكاكها
بالكادِ غيرُ الراسخين
أطرقت أسمع من دواعيه التى
قامت تبرر أنه لا شأنَ يجمعُهُ بشىءٍ
من حريق البارحة
فيقول إنى قد خُلِقْتُ من الجحيمِ
وعندما صافحتُ أطراف النخيلِ
تصاعد الدخَّانُ فانتبهَ الرفاقُ وخمنوا
أن القرون مسَلَّحة..
أو أن داخل مقلتى رشَّاشةٌ
فى رفقةِ البارودِ تبقى سابحة..
لا تخطئوا فهمى
وقد أسلفْتُ أنى ذلك المخلوقُ
من نار السمومْ
إنْ مَرَّ ظِلّى فى جماعةِ مجلسٍ
تَفَلَ الصَّديقُ على مسَاحةِ صاحِبَيْهِ
وهبَّ منصرفاً ليبحثَ عن غريمْ!
أيكون ذنبى حينَ أنثُرُ مرفقاتى
فى محيطِ الناسِ تفقدُ ذاتَ حملٍ حملها
أو تُظلِم الآن المصابيحُ التى رقصت
على كف المنامِ .. ولا منامْ
ما حيلتى !
وأنا بقلب العالم السفلى منشأُ
قمتى
وعلى مساكنِ غيظها كان الطريق
وإذا سلكت فراحتى أن أستظل
من الخصوبةِ بالحريق !
أعرافنا نصت على التفريق من أجل السيادةِ
هكذا تبقى الطباع إذا
تناقلَت الحياةُ من المساء إلى الضحى
لا تعجلوا فيما يخص إبادتى
فلقد سمعت بأن آخر تهمةٍ
جاءت بشأنى
أننى – وبرغم ما أحويه من لغةٍ ركيكة –
حاولْتُ تحريفَ المعانى خلسةً
فيما يشكل آية الكرسىِّ
لكنى برىء
ولقد خشِيتُ الإفتضاحَ بسرها
والإحتراقَ ببوحها
لكننى وبعزة الرحمنِ لست كما يظنُّ
جميعكم أنى جرىءْ
أو أن مجنوناً سيجرؤ أن يحرفَ بالكتابِ
كما يحرفُ بعضُهُم بسم النسىء
هذا بيانى فاشهدوا
فسأنتمى يوماً إليكم فى فقير العيشِ
متَّخذاَ مساكنَ
فى فراغ الأحذية.
فإذا شرعتم بالخروجِ ألا احذروا وطئى
لئلاّ يلفحنَّ لهيبُ أجزائى
بأرجلِكُم مكان
أبقى هنا
سأصارع الآن الذبابَ إذا
لعَقْتُ فضالةَ الأطباقِ فانفرجوا
ولا تتذمَّروا
من ملحقاتِ هويَّتِى أتَلَمَّسُ القيعان
فلتَقْبَلُوا مِنِّى البقاءَ تجاوزاً
ولتَسْلُكُوا دربى إذا ما جاءكم
طوفانُ نوح..
فعلى يسارِ سفينةِ الزوجينِ
يأتيكم سَفِينِى حاملاً
راياتِ حِصْنِ القرصنة..
ولَتَحملن الهالةُ الخضراءُ عند سفينىَ
الآتى انعكاساً للمروجِ بشاطىءٍ
ما أحسنه!
خبَّأت فيها ابن النبىِّ اذا تشبثَ
باعتصامٍ قائلا يوماً :
سآوى للجبل
.
.
هذا بيانى
(قالها حيناً وسادَ الصمتُ يكسو
ضحكةً مكتومةً بالحاضرين)
و أنا أعُدُّ مصائدى
لا يستطيعُ فكاكها بالكادِ غيرُ الراسخين
أنوى إقامةَ غيرِها
حيث استبانت فكرتى فيها العطبْ
شيطانُنَا أحقادُ جسمٍ يأكلُ النيرانَ
بَيْدَ مصائدى
مصنوعةٌ فى ويلِ هذا .. من خشب!