|
1 - وقفت بقرب الرمس أشكوه أحزاني |
فهيّجت الذكرى دموعي وأشجاني |
2 - هنا نام من دهر طويل حنانهــــــــا |
فهل يا ترى الأرواحُ تنسى فتنساني ؟ |
3 - فيا أمّ هل تنسي حبيبا ملوَّعــــــــــــا |
وذا القلبُ مشتاقٌ لضم وأحضــــــان |
4 – فقد نام والتنهيد مهد لسهــــــــــــــده |
وذا الدّمع حراقٌ بجرحٍ وأجفـــــــانِ |
5 – أيا أمّ ! قد جفتْ من الشوق زهرتي |
وهلْ تزهرُ الأزهارُ إلاّ بأغصـــــــــــان |
6 – وذا اليتم جياشٌ كنارٍ بأضلعــــــــــــي |
تغشّى حشا وجدي لهيبا فأفنانـــــي |
7 – لمن أشتكي ، وا أمّ ، قهري إذا لهـا |
بيَ الدهرُ تضريسا وعضا بأسنـــــــــان |
8 – بمن أحتمي من قحط دنيايَ والورى |
حواليَّ بهتانٌ يُغذَّى ببهتــــــــــــــان |
9 – تعالي لتسري في دمائي كنجمــــــة |
فتمسي شراييني شرايين إنســـــــان |
10 – تعالي وصبي لي كما اعتدت قهوتي |
فإذْ بي أرى الدنيا جميعا بفنجـــــان |
11 – تعالي لتجتثي ذهولي بقبلــــــــــــــة |
عساني أفكّ الرّوح من غلّ سجاني |
12 – تعالي قد اشتاقت إلى لمس راحــــة |
ورود ذوت عطشى بأيام نيســـــان |
13 – فهل تذكرين العطر في بهو عشنــــا |
وقد كان مكسوًّا بفلٍّ وريحـــــــــــان |
14 – لقد مات من حزن ملمّ بغصنـــــــــــه |
وهل عاش غصن الورد إلا بتحنان |
15 – تعلمتُ صيد الشعر في بحر أدمعــي |
وخضتُ القوافي ذكرُ عينيك رُبَّاني |
16 – تعلمتُ خنق البوح في شهق عبرتي |
وذا الخنق قد أضوى اصطباري وأشقاني |
17 – وقدْ كنتُ يا أمي إذا تربُ حيّنـــــــــا |
تلهّى بألعابي لحينٍ فأبكانــــــــــــــي |
18 – تمدّين أحضانا وقلبا وأدمعــــــــــــــــا |
فتدعو بعقل الطفل أن أبْ لرجحـان |
19 – ولما تمطى العمر يلهو بمهجتـــــــي |
توَصَّى بيَ التعويذ أن عذْ برحمـــــــن |
20 – فكم كنتِ والدّنيا بخطبٍ ترجّني |
تنقِّين دربي من سُخـــــــيمات أدْران |
21 – وكم ، كم أهلّ النور في فيك مشــرقا |
ومذ غبتِ لا نور تملّتـــــــــــه عينـــــان |
22 – وكم يعذُبُ التّرخيمُ في " هات يا بنيْ " |
فاِسمي إذا ناديت يكسى بألحان |
23 – وكم حين تشتدّ الخصوماتُ بيننــــــــــا |
تذوبين ضِحْكا من" شقيّ وشيــــطان" |
24 – لقد قلت في صوت مشوبٍ بحرقـــــــة |
ولكن بفخر عاث ودّا بـــــوجداني : |
25 – " ومن لي إذا أغرتك يوما مدائن |
أ أغفو وروحي مهدها غير أحضا ني ؟ " |
26 – فو الله ما أغفو بليلٍ أميمـــــــــــتي |
سوى بعد أن ألقاك قدّامي بأكفـــان |
27 – بياضٌ يوشّي طيف أمٍّ ، ووجههـــا |
محلّى بعطفٍ ناصع الصدق وسْنــــان |
28 – فما تعرف الأشواق إلاك مطلبــــــا |
شذى الأنس – أوّاهُ – وأنخاب ألبان |
29 – لقد صرتُ - أماهُ – أباها بُنَيَّتـــــي |
فماذا أجيب البنت ؟ فالكتمُ أضناني |
30 – أيا أمُّ آه لو تشمين خدهـــــــــــــــا |
مزيج ٌ عجيب من لجينٍ و مرجـــــــان |
31 – وشمس الضّحى زانت ضياها بخفقة |
من النور فاحمرّت كما حبّ رمّــــان |
32 – تعالي فما انفكت بشوق وغصّـــــــــــة |
تنادي وبالتسآل والبحث تلقانـــــي ؟ |
33 – تعالي لها - يا أمّ - قد بحّ لونهـــــــــا |
تناديك والإشفاق قد هدّ بنيانــــــي |
34 – وقد ملّ دمع النّظم شكوى مواجعي |
فما قام فيه القول يطرى بــــأوزان |
35– حزيزٌ كما الأشواك ينمو نباتــــــــــــــه |
وقد كان مخضرّا ويرعاه كّفـــــــــــان |
36 – فمالي وقد غابت تعمدتُ بكيهـــــــا |
وجرّحتُ مثواها بدمع وأحــــــــزان |
37 – ولكنْ فمن لي يطفئ اليوم آهــــتي |
وقد عاثَتِ الدنيا بزرعي وبستانــي ؟ |
38 – فيا أمّ نامي نوم حقٍّ معــــــــــــــطرا |
لك الله خصّ الأمهات بغفــــــــران |
39 – وأما أنا فاليتْمُ سنّ عزائمـــــــــــــي |
وذا الدهر إذ واراك ترْبا تولانـــــــــي |
40 – فما عدتُ أشقى بعد أن قُدَّ صارمي |
من الصبر تلويعا بطرْق ونيـــــــــــــــران |