مدينة الأشواق
من أي بابٍ في مدينتكِ الرحيبهْ
تَلِجُ الخيولُ إلى مروجكِ يا حبيبه .
يا قصةَ الظلِّ الوريفِ ..
و يا صدى فصل الخريفِ ..
و نسمة الصبحِ الرطيبهْ .
من أيِّ بابٍ ..
و المدينة أغلقت أبوابها ..
في وجه من أوحت لهُ ..
أوهامُهُ ..
يوماً بأن يجتاحَها .
أو يستبيحَ سهولَها الخضرَ الخصيبهْ .
(2)
من أي بابٍ أستطيعْ ؟
و على شواطئِ بحرِكِ اندحر الجميعْ .
و تبددت كلُّ الأساطيلُ التي ..
حملت شذا الأزهار مهراً للربيعْ .
و تراجعت مهزومةً .
و الموجُ يكتبُ فوقَ وجهِ الرملِ ..
نصّاً من حكايتها العجيبه ْ.
و النورسُ البحريُّ ينقل للضُّحى ..
قصصاً رواها البحرُ عنكِ ..
و لم تزلْ ..
نقشاً بذاكرةِ المحارْ
وشماً على صدرِ النهارْ .
لم تمْحُهُ الشمس اللهيبهْ .
(3)
من أي بابٍ يا حبيبهْ ؟
من بابِكِ البحريِّ أدخلُ للعيونْ .
فأنا خبيرٌ بالبحارِ و بالعيون .
و لسوف ترسو في مياهِكِ مركبي .
فإذا أمرتُكِ فاركبي .
فلقد أتيتُكِ بالهوى الجيّاشِ ..
بين جوانحي .
لن تستطيعي درءَهُ ـ أبداً ـ
فلا تتعجبي .
إن قلتُ أنَّ مدائنَ العينينِ ..
قد صارت سليبهْ
و غدت حدائقُ وجنتيكِ ..
و شهدُ ثغرِكِ ..
و الفؤادُ ..
و كلُّ ما ملكت يمينُكِ لي ضريبهْ .
(4)
هذا صباح الإنتشاءْ .
هذا صباحُ الفتحِ ..
أثرتهُ العصافيرُ الطليقةُ بالغناءْ .
هذا صباحٌ للأهازيجِ التي..
قد أطلقتها الطيرُ لحناً في الفضاءْ .
لمّا فتحتُ مدينتيكِ ..
رأيتُ ما لم يستطعْ ..
أحدٌ قبيلي أن يراهْ .
فوددتُ لو أني بقيتُ العمرَ في هذا المتاهْ .
و وددتُ لو تستمتعي مثلي بألوان الحياهْ .
هيّا معاً ..
كي نرسمَ الأحلامَ يا عمري سريّا .
فهنا سنبني قصرنا .
و هنا سنعلنُ حبنا .
فلترجمي يا مهجتي كلَّ الأحايين الرهيبهْ .
و لتعلني لمدائن الأشواقِ موْلدَ نجمنا .
إني أحبكِ ..
فانثريها في الفضاءات الرحيبهْ
عطراً و لحناً صافيا .
جابَ البلادَ و جاءَ نحوكِ معلنا ..
أن المسافة قد تلاشت بيننا .
و غدوتِ نفسي يا حبيبهْ مع خالص حبي و امتناني[/font][/color]
د. جمال مرسي