قل لي أحبك
قل لي أحبك..
كي أطير عن الدنى آفاقا وآفاقا ..
وأقطف من غلال العشق أشواقا وأتواقا ..
وينساب وردي من رحيق المزن طيوفا وعسجدا ولجينا ..
قلها ..
لأمسك داليات النجوم بيدي تضيء مدارج روحي , وأغرق في تهاويم الكرى الليلكي اللذائذ .. ويحتويني الحلم مرة هذيانا ..
قل لي أحبك..
كي أعبَ من السما رونق الصفو , وانطلاقات العبير, وخطوة الطير في رجفة الحبور وهمهمة الزقزقة .. وأعب منها نفحة الزرقة السماوية , ومسحة البدر وألقه المياس الغسق , وفزعة البرق في الليالي الممطرة الشتوية ..
وكي أسير على المدى مرفهة القلب ينساب من ولهي , ومن كفي أزاهير المنى , وقطرات التغني بمرشف الثغر المحلى ببوح الحب في زخمة النمير المعتق بورد الصبا , معشب حوله بنفسجات من الوله الرقيق التقطر ..
قلها ..
كي أغيب عن الوجود , وأسكن خلف الغيوب أرشف ماء الحياة الفريدة , حيث الطيوف حقيقة , وحيث الجداول تسيل بالأغنيات العتيقة , وحيث الروابي تهتز بالشوق وتنبت ألوانا من الزهر عجيبه ..
قل لي أحبك ..
كي أدندن بالأنفاس على مشارف النهارات في الليالي الطويلة , وأقرع بالأجراس على مشارف الأمنيات في المتاهات اللماعة اليتيمة , وكي أشقشق للطيور أحرف الوجد عذبة صداحة , مخرزة ترترا , مطرزة بالألق المشجر ولعا , فتميس من نفثة الروح في نفثات الصبح على أفنان تشبه التفاح حمرة , ورغبة , ومثالا ..
قلها ..
لطالما فرقتها مراشف الإشفاق , وأوتار الوتيرة الرتيبة ..
واجدبتها دلاء النبع البعيد قربا , بجوار واحاتنا المستديمة ..
ولطالما شقشقتها مسافة الإنتظار المعلق مخرزا يهتز .. يرجف في أركان التفرد بوحا , ونجوى , وفي نواحي أطلال التودد المستنير روحا , و هوى , ونشوى ..
قلها..........
لنشرد بها في غيابات الربيع , وغشقات الإخضرار , والإزهار ..
لنهرب بها من لفح التنظر, والتحير , ورشق التهدد , والتردد إلى مساحات الوجود الجميله حيث تورق الأشياء بالأضواء , والأنداء الرقيقة , ونسائم اللقاءات المعطرة الأنيقه ..
قل لي أحبك ..
كي تعيث وتعبث الأفراح في أضلاعي , ويناجي النيروز دمائي , ويهمس للحرف في أوردتي حبك الثائر الساجي ..
وكي يحلق الحسون على شفتي يقطف الحرف شهيا ..نديا.. أحمرا , ويتقافز العندليب على صدري يجني لوعة الحس بالإحساس , والصور , ويخطف روعة الأنفاس عند البوح بالوجدان كالطل في الشفق , والسحر
قلها ..
كي تنثال من رؤانا , ومن طوايا الإحساس في زوايانا ثارات من الشوق حميمة .. تخلق الوجود وجودا راقصا على أنغام اللهفة الشقية العنيدة , وبين أذرع الحياة الناعسة الندية الشفيفة ..
قل لي أحبك..
كي نغرق في أتون الفضاء البعيد , حيث الوجود الفريد , وحولنا مجرات من الحسن , واللألاء ترمق الخواطر فينا, ونغمز لها بأسرار السفر , والهجرة فيها ..
فلا حي ولا أحياء, ولا شيء ولا أشياء غير كلينا نلعب في الفضاء مع الكواكب والمجرة , ويزور هو المريخ , وأعود أنا الزهرة ..
ثم نغرب نحو المحيط الفسيح نلهث بالفرح , ونشهق بالمرح , ونسكر من نفحات السمو , وغيمات من الليلى , والتسري , والزهو ..
قلها ..
كي نستعيد الصياغة , ونختلق الصور , ونستقيد المعاني , ونستبدل اللغة بلهجاتنا , والنظم بأسلوبنا , والبيان بلهفاتنا, وأنفاسنا ..
وكي أصنع النثر منك درا وتبرا ..
وتصنع أنت القصيدة مني لحنا جديدا ..